بيلاروسيا.. نحو سيناريو أوكرانيا أم فنزويلا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يخيّم على بيلاروسيا المضطربة هذه الأيام شبح سيناريو أوكرانيا المنقسمة بين الشرق الموالي لروسيا والغرب الموالي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو سيناريو يعمل الاتحاد الأوروبي والناتو على تفاديه مبكراً، وقطع الطريق على الدعوات الدافعة لمواجهة بين الغرب وروسيا على أراضي بيلاروس.

ويبدو أن الرئيس المثير للجدل ألكسندر لوكاشنكو، أكثر من يستحضر المزاعم عن تدخل حلف الناتو في بيلاروسيا، رغم بقاء كل من الغرب وروسيا حذرين من دفع الأمور في اتجاه المواجهة، والعمل على إبقاء الأزمة ضمن خيارات سياسية داخلية وليس توازنات عالمية كما كان الحال في أوكرانيا.

ورفض الاتحاد الأوروبي نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 أغسطس في بيلاروس، التي تهزها حركة احتجاجية بعد إعادة انتخاب لوكاشنكو الذي يرأس البلاد منذ 26 عاماً ويفاخر بدعم موسكو.

في هذا الإطار، حذر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من خطر تحول بيلاروسيا إلى «أوكرانيا ثانية»، معتبراً أنه من الضروري التعامل مع الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، أي عدم قطع الاتصال مع الحكومة لتفادي سيناريو أوكرانيا.

وقال بوريل، إن الاتحاد الأوروبي «لا ينوي تحويل بيلاروسيا إلى أوكرانيا ثانية.. تمت تسوية التوتر بين أوروبا وروسيا بعد تبادل لإطلاق النار وأعمال عنف وتفكك الأراضي الأوكرانية الذي ما زال مستمراً. إن مشكلة البيلاروسيين اليوم ليست في الاختيار بين روسيا وأوروبا، إنه الخيار بين الحرية والديموقراطية». وشدد بوريل على أنه من الضروري مواصلة الحوار مع لوكاشنكو، وقارن وضعه بحالة نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي يواجه أيضاً حركة احتجاجية قمعتها السلطات.

وأوضح وزير الخارجية الأوروبي «مادورو ولوكاشنكو في الوضع نفسه تماماً. نحن لا نعترف بأنه تم انتخابهما بشكل شرعي. ومع ذلك، سواء أحببنا ذلك أم لا، فهما يمسكان بزمام الحكومة ويجب أن نواصل التعامل معهما رغم أننا لا نعترف بشرعيتهما الديمقراطية».

وبعد الانتخابات الرئاسية، قامت الشرطة بقمع العديد من الاحتجاجات، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى القبض على أكثر من 6700 شخص أكد العديد منهم التعرض للضرب والتعذيب أثناء التوقيف.

واليوم، تحدثت وسائل إعلام وحسابات على تطبيق تلغرام مرتبطة بالمعارضة عن أكثر من مئة ألف متظاهر في العاصمة البيلاروسية للأحد الثاني على التوالي.

Email