تقارير « البيان»

المرأة الأقوى في أمريكا.. هاريس أم بيلوسي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

للمرأة في السياسة الأمريكية نصيب وافر، ولا سيما أوان الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة في العقدين الماضي والحالي تحديداً، إذ تنافست فيها بعض النساء على ألقاب القوة والنفوذ لدى الشعب الأمريكي. نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب في الكونغرس، وزعيمة الأغلبية الديمقراطية، والتي لقبت بأنّها أقوى امرأة منتخبة في السياسات الأمريكية، باعتبارها المرأة الوحيدة التي انتخبت رئيسة للمجلس مرتين، أثارت التكهنات مؤخراً بإمكانية إزاحتها عن هذا اللقب.

متغير جديد

أدلت بيلوسي مؤخراً بتصريحات لصحيفة «واشنطن بوست» تدافع فيها عن لقبها وبأنها ما زالت الأقوى، رغم اختيار كامالا هاريس نائبة للمرشح الديمقراطي، جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية، لكن هذا لم يهدئ التكهنات. وربما ظهر ذلك جلياً في ختام فعاليات مشحونة للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي قبل أيام وقبول بايدن وهاريس ترشيح الحزب لهما في منصبي الرئيس ونائبته لخوض الانتخابات، وبعد حالة من النشاط لدى الديمقراطيين وجمع عشرات الملايين من الدولارات من التبرعات بعد اختيار هاريس باعتبارها المتغير الجديد والمشجع في أداء الحزب الانتخابي، وخصوصاً كونها تمثّل الأقليات.

وظلت بيلوسي في نظر الكثيرين هي الشخصية الأقوى بالفعل على مدى عملها بالكونغرس لعدة عقود، ولا سيّما مع مواقفها وصداماتها الكثيرة مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كما كان لتبادل الاتهامات بينهما مجال فسيح لتغطيات صحافية وإعلامية واسعة جعلت منها «رأس الحربة» للديمقراطيين متى اندلعت واحدة من العواصف بينها وبين ساكن البيت الأبيض وما أكثرها. وجعلت السيناتور كامالا هاريس التي قد تدخل البيت الأبيض كنائبة للرئيس، الأسئلة تتزاحم أمام بيلوس، فهل سحبت القادمة الجديدة هاريس بساط النفوذ السياسي والأضواء الإعلامية من تحت أقدام الديمقراطية العتيدة؟

مميزات وجاذبية

وتقول أستاذة الإعلام بجامعة ميريلاند الأمريكية، د. سحر خميس في تصريحات لـ«البيان»، إنّ هاريس تتمتع بالكثير من المميزات التي تجعلها شخصية لها جاذبيتها أمام الأضواء، فهي أول امرأة أمريكية ملونة، من أصول جامايكية وهندية، تترشح لهذا المنصب الرفيع، لتكون صانعة سياسات في الدولة الأكبر اقتصاداً وقوة عالمياً، كما أن ترشحها استند إلى مبدأ التنوع، ركن دستوري راسخ في الولايات المتحدة.

ولفتت هاريس 55 عاماً الأنظار خلال مناظرات الحزب الديمقراطي قبل شهور، وكان أداؤها القوي، وانتماؤها للأقليات الملونة، من بين ما دعا بايدن لاختيارها. أما بيلوسي، 80 عاماً، فما زالت معاركها السياسية وتصريحاتها النارية تشغل الأوساط الإعلامية الأمريكية، ولكنها تتمسك، على الأقل تكتيكياً بتوجه حزبها بأن يتحقق لهاريس النجاح مع بايدن، الأمر الذي دعاها للإشادة بهاريس باعتبارها تجسيداً للحلم الأمريكي، وحارسة عظيمة للدستور.

Email