لقاح «كورونا الروسي» يشعل حرباً في المختبرات العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشعل لقاح «كورونا» الروسي حرباً في المختبرات العالمية، التي تتسابق منذ ما يزيد على 6 أشهر لإنتاج اللقاح، حيث عبّرت ألمانيا عن يقينها من التوصل إلى لقاح ضد فيروس «كورونا» العام المقبل، كما تستعد الأرجنتين والمكسيك لإنتاج لقاح يجري تطويره حالياً، فيما أكدت موسكو أن اللقاح حرب شركات معينة من مليارات عدة من الدولارات.

قال وزير الصحة الألماني ينس شبان - أمس الخميس- في تصريحات تلفزيونية إنه يتوقع التوصل إلى لقاح ل‍ـ«كورونا» خلال الشهور المقبلة، وبالتأكيد في العام المقبل. وعبّر شبان مجدداً عن شكوكه إزاء لقاح «سبوتنيك في» الذي أعلنت روسيا أنها ستبدأ إنتاجه، مشيراً إلى أنه لم يتم بعد اختباره على نطاق واسع مثل لقاحات أخرى تخضع حالياً للتجارب.

وتجري دول في أوروبا والصين والولايات المتحدة تجارب سريرية للتأكد من فاعلية لقاحات محتملة، ويرجّح قادة ومسؤولون في العالم- بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب- التوصل إلى علاج ناجع للفيروس في نهاية العام الحالي أو خلال العام المقبل.

من جهته، أعلن الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز أن الأرجنتين والمكسيك ستتوليان إنتاج اللقاح المستقبلي ضدّ فيروس «كورونا»، والذي يطوره مختبر أسترازينيكا (AstraZeneca) البريطاني السويدي مع جامعة أكسفورد (Oxford).

وأضاف فرنانديز أن مختبر أسترازينيكا وقع اتفاقاً مع مؤسّسة «كارلوس» في المكسيك لإنتاج 150-250 مليون جرعة من اللقاح المرتقب، مخصصة لكل أمريكا اللاتينيّة باستثناء البرازيل، موضحاً أن اللقاح سيكون متاحاً في النصف الأول من عام 2021، وسيتم توزيعه بشكل منصف بين الدول بناء على طلب الحكومات.

رد إيجابي

في الأثناء، قال ألكسندر غينسبرغ، مدير مركز «جماليا» الروسي لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة، إنه سيكون من السذاجة أن نتوقع رداً إيجابياً من الدول الأخرى على تسجيل اللقاح الروسي ضد فيروس «كورونا».

وأوضح العالم على أثير قناة «روسيا 24» التلفزيونية اليوم: «فكروا، إذا تم حرمان أشخاص محددين، وشركات معينة من مليارات عدة من الدولارات بمساعدة اللقاح الروسي، ما هي طبيعة رد الفعل الذي تنتظرون رؤيته؟ يبدو لي أن رد الفعل طبيعي تماماً. إنه شبيه تماماً بذلك المتأتي عن دفع العصا في عش النمل الذي جن جنونه».

وأكد غينسبرغ مرة أخرى أن اللقاح الروسي آمن تماماً ومسجل وفقاً لجميع القوانين التشريعية للاتحاد الروسي.

وأضاف «هذا صراع مباشر من أجل أموال محددة تماماً. لا يمكن أن يكون هناك رد فعل آخر. سيكون من السذاجة توقع أن يتم النظر إلى منتج تنافسي جاد مع التصفيق».

السعر في سبتمبر

وأعلنت موسكو أن لقاح «كورونا» الجدید متاح للعدید من الدول، مشیرة إلي أن سعر اللقاح سیكون متاحاً في سبتمبر، والإنتاج سيكون في نوفمبر وفي ديسمبر إلى بعض البلدان، وقال وزير الصحة: «لا نفرض اللقاح ضد»كورونا«على أحد.. وتلقینا طلبات بملیار جرعة ولكن نستطيع إنتاج 500 ملیون جرعة فقط»، مشیراً إلى أن من یتلقى جرعتين من اللقاح لن یصاب بالفیروس لفترة من الزمن لأكثر من سنة.

 من جهته قال رئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديمترييف، إن 20 دولة أجنبية طلبت مسبقاً «أكثر من مليار جرعة» من اللقاح الروسي ضد فيروس «كورونا» (كوفيد-19)، مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب بدأت، أمس.

 تحذيرات

 في المقابل، أجمع خبراء وعلماء في مجال الأوبئة والفيروسات في أوروبا على وصف الإعلان الروسي عن أول لقاح ضد (كوفيد 19) بـ«المقلق والمتسرع».

وأشاروا في تصريحات وتعليقات متطابقة، إلى عدم «إمكانية الثقة بمثل هذا اللقاح في غياب معطيات كاملة حول التجارب وعدم كفاية مدة تجربته على البشر».

في هذا الإطار، لم يتردد فرانسوا باليو، الخبير في معهد الجينات في جامعة لوفان لا نوف (بلجيكا)، في وصف الإعلان عن اللقاح بـ«المتهور». ومضى قائلاً: «يعد طرح لقاح لم يتم اختباره بما يكفي أمراً مخالفاً للأخلاق».

وعبر الخبير البلجيكي عن خشيته بأن يؤدي هذا اللقاح في حال تداوله على نطاق واسع إلى آثار ضارة على الصحة العامة.

من جانبه، يحذر آيفر علي، الخبير البريطاني في البحوث الدوائية من مغبة استعمال لقاح تم إصداره بسرعة كبيرة.

أما الخبير الألماني بيتر كريمسنر فقد أكد على ضرورة إجراء تجارب واسعة على البشر، للتأكد من فاعلية اللقاح ومعرفة الآثار الجانبية المحتملة.

ويشير الخبراء والمختصون إلى أن عدم نشر معطيات عملية وعلمية كافية حول اللقاح، خاصة لجهة التصنيع وسلامة الردود المناعية والوقاية تطرح أسئلة جدية حول مصداقية، وفائدة الإعلان الروسي.

Email