شرر تايوان يتطاير على علاقات أمريكا والصين

زيارة المسؤول الأمريكي إلى تايوان فجرّت غضب بكين / رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال التوتّر بين واشنطن وبكين بشأن تايوان على أشده، فما إن حلّ وزير الصحة الأمريكي، أليكس عازار، ضيفاً على تايبيه في زيارة الأيام الثلاثة، وحتى مغادرته، لم يتوقّف التراشق الكلامي بين البلدين، لاسيّما من جانب الصين التي ترى في الزيارة الأمريكية تهديداً لها وانتهاكاً لسيادتها، بل وتحذّر الولايات المتحدة مما أسمته مغبة اللعب بالنار بشأن قضية تايوان، فيما لا ترى من مبّرر لأي اتصال رسمي بين تايوان التي تعتبرها إحدى مقاطعاتها، وأمريكا.

يبدو أنّ الولايات المتحدة قد أرست عبر زيارة وزيرها إلى تايوان نهجاً جديداً في التعامل مع الجزيرة التي قطعت علاقاتها بها قبل أكثر من أربعة عقود، بل واعترفت آنذاك بسيادة الصين عليها، في مؤشّر ربما على أنّ البلدين مقبلان على حرب باردة جديدة لن تكون تايوان سوى إحدى حلقاتها، فيما تتكدّس علاقات واشنطن وبكين بملفات توتّر أخرى على رأسها هونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي وفيروس كورونا وغيرها.

تبدو زيارة المسؤول الأمريكي إلى تايوان على علاقة وثيقة مع غضب واشنطن من بكين بسبب فيروس كورونا، فيما تزال الولايات المتحدة الأمريكية وعند كل سانحة تنحي باللائمة على الصين واتهامها بالتسبّب في نشر الفيروس القاتل، إذ لم ينس الوزير الأمريكي قبيل مغادرته تايوان من توجيه اتهام قديم جديد للصين بإخفاء معلومات مهمة بشأن فيروس كورونا في بدايته، وأنّه كان من الواجب عليهم الكشف عن سرعة انتقال المرض من شخص لآخر وهو ما كانوا يعلمونه، وأنّهم أرجأوا السماح لخبراء من الخارج الدخول لمعرفة طبيعة المرض، على حد قوله.

وعلى الرغم من كل التوتّر في علاقات أكبر اقتصادين، تحرص الصين على إبقاء علاقتها مع أمريكا على ما تسميه «المسار الصحيح» وضمان عدم خروجها عنه، مع تصريح بأنّ الأشهر المقبلة ستكون حاسمة للعلاقات الصينية الأمريكية، وأنّ على بكين المحافظة على تركيزها، بما يشير وبوضوح إلى أنّ الصين تنتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي لم يتبق عليها سوى 3 أشهر، لتقرّر بعدها كيف سيكون منهج تعاملها مع واشنطن، تريد بكين انتظار شهور لتعرف ما إذا كانت رياح السياسة في الولايات المتحدة ستأتي بمرشّح الديمقراطيين جو بايدن الذي لن تكون العلاقات معه على ذات نسق التوتّر مع ترامب وستطيع حينها ربما التوصّل إلى توافقات مرضية بما تمليه لعبة المصالح، أمّ أنّ عليها التعامل مع ترامب رئيساً لأمريكا أربع سنوات مقبلة، وعندها ستقلب خياراتها للتعامل مع الأمر الواقع.

 

Email