هل ستتحول روسيا البيضاء إلى بؤرة صراع بين موسكو وبروكسل؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تمر الانتخابات، التي أجريت في روسيا البيضاء، والتي أسفرت عن فوز الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، والذي حقق فوزاً كاسحاً بسلام، إذ سرعان ما تحول المشهد الانتخابي إلى مواجهات دامية بين قوات الأمن والمتظاهرين الرافضين لهذه النتائج وسط إدانات أوروبية لما اعتبرته بـ«قمع» المحتجين، والذي أسفر عن سقوط قتيل وإصابة العشرات واعتقالات بالآلاف، وفيما طلبت المفوضية الأوروبية تعداداً «دقيقاً» للأصوات سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تهنئة لوكاشينكو بإعادة انتخابه لولاية جديدة.

وبعد أن أصبح لوكاشينكو زعيماً لروسيا البيضاء في عام 1994، تدهورت العلاقة بين مينسك والاتحاد الأوروبي، حيث دان الاتحاد الأوروبي حكومة روسيا البيضاء مرات عدة، بسبب ممارساتها «المناهضة للديمقراطية» غير أنه في أكتوبر 2015، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيعلق معظم عقوباته ضد روسيا البيضاء.

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير داخلية روسيا البيضاء قوله، أمس الاثنين: إن الشرطة اعتقلت نحو ثلاثة آلاف شخص في احتجاجات اندلعت، أول من أمس الأحد، في أعقاب الانتخابات الرئاسية. وقالت اللجنة المركزية للانتخابات في وقت سابق: إن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو حقق فوزاً كاسحاً بعد اشتباكات دامية بين الشرطة وآلاف المحتجين، الذين يقولون إن الانتخابات تم تزويرها لصالحه. وفي مينسك قالت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوسكايا اليوم إنها ترفض الاعتراف بالنتائج الرسمية.

كانت نتائج أولية أعلنت في وقت سابق اليوم أظهرت فوز لوكاشينكو بـ80 في المئة من الأصوات وحصول تيخانوسكايا على 9.9 في المئة.

وقالت تيخانوسكايا للصحافيين في مينسك إنها تعتبر نفسها الفائز في الانتخابات وليس لوكاشينكو، وإن الانتخابات شهدت تزويراً على نطاق واسع.

وقال مساعدوها: إن المعارضة تريد إعادة فرز الأصوات في مراكز الاقتراع، التي شهدت مشاكل. وأضافوا كذلك: إن المعارضة تريد إجراء محادثات مع السلطات بشأن كيفية تحقيق انتقال سلمي للسلطة.

وقُتل شخص وأصيب العشرات في مينسك خلال تظاهرات الليلة الماضية نظمت للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء، وفق منظمة «فياسنا» غير الحكومية.

وقالت المنظمة في بيان: إن «شاباً أصيب بضربة قاتلة في الرأس بعدما صدمته سيارة» تابعة للقوات الأمنية، خلال احتجاجات في وسط العاصمة، مضيفة أن عدداً من الجرحى موجودون حالياً في مستشفيات مينسك. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير داخلية روسيا البيضاء قوله: إن الشرطة اعتقلت نحو ثلاثة آلاف شخص في احتجاجات اندلعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية.

في هذه الأجواء، دانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين القمع في روسيا البيضاء وطلبت تعداداً «دقيقاً» للأصوات في الانتخابات الرئاسية.

وكتبت في «تغريدة»، «المضايقة والقمع العنيف للمتظاهرين العزل لا مكان لهما في أوروبا. أدعو السلطات في روسيا البيضاء إلى الحرص على تعداد الأصوات في انتخابات أمس ونشرها بدقة».

بالمقابل، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بياناً اليوم الاثنين هنأ فيه لوكاشينكو بإعادة انتخابه لولاية جديدة، وأعرب ـ في برقية التهنئة- عن ثقته في أن الأنشطة التي يقوم بها لوكاشينكو «ستسهم في تطوير الشراكة الاستراتيجية الروسية البيلاروسية، وتعزيز دولة الاتحاد، وبناء التعاون داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ورابطة الدول المستقلة، والهياكل الدولية الأخرى».

Email