ريجينا إيفاريستو.. برازيلية أثكلها «كورونا» وكرسّت عمرها لمحاربته

البرازيل من أكثر بلدان العالم تضرراً من فيروس كورونا أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش ريجينا إيفاريستو، محنة قاسية بعدما خطف فيروس كورونا فلذة كبدها، على غرار برازيليين كثر فقدوا أحباء لهم خلال الجائحة، إلّا أنّ إيفاريستو قرّرت تحويل المأساة إلى طاقة إيجابية عبر مساعدة أفراد الطواقم الطبية في معركتهم ضد الوباء. تقول ريجينا عن ابنها الممرض آلان الذي توفي عن 38 عاماً بعدما كان يضج بالحياة والنشاط: «لقد كان يساعد الناس كثيراً، كأن العمل في قسم الطوارئ مكتوب له منذ الولادة». لم تتمكن ريجينا من توديع ابنها كما يجب، إذ ووري الثرى في خلال دقائق قليلة على يد حفاري قبور يرتدون بزات وقائية أشبه بزي رواد الفضاء.

لا يزال «الجرح ينزف»، على ما تقول إيفاريستو التي تدير جمعية خيرية أسستها مع ابنها في ريو دي جانيرو في العام 2009، مضيفة: «الشخص يغيب عن نظرنا ويختفي ببساطة من الوجود، هذا الألم بأقصى تجلياته».

وبدلاً من الاستسلام لليأس، قررت ريجينا إيفاريستو، العمل بمقتضى إيمانها، واستخدام جمعيتها المتواضعة للانطلاق بحملة إنسانية واسعة النطاق. وتوضح ريجينا: «كنت أمام خيارين: إما البقاء في حالة حداد دائمة، أو تحويل الألم لمساعدة الآخرين، لقد حاولت القيام بما كان آلان ليريدني أن أفعل». وبفضل حملة تبرعات، وفرت ريجينا، آلاف التجهيزات الوقائية لأفراد الطواقم العلاجية، إضافة إلى حصص غذائية للمستشفيات في الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو. وتهدف المبادرة إلى حماية المعالجين في ظل النقص القاتل في المعدات والإمكانات الذي تحمّله مسؤولية وفاة ابنها.

اعتادت ريجينا إيفاريستو، على مشاهد البؤس في مدن الصفيح حيث تنشط جمعيتها في مساعدة الأشخاص الأكثر بؤساً، إلّا أنّها لم تكن لتتصور يوماً المشاهد المريعة في المستشفيات العامة التي استنفدت قدراتها الاستيعابية في أوج الوباء. وتقول: «رأيت تسجيلات مصورة من المستشفى الذي كان يعالج فيه آلان تظهر مرضى متروكين بسبب عدم حيازة المعالجين معدات وقائية، هم لم يكونوا قادرين على توفير الطعام لهم، كثيرون من الناس ماتوا في الوحدة والإهمال، كوفيد 19 ليس السبب في مقتل ابني بل الفساد».

Email