كيف أدت المبالغة في خطورة «كورونا» إلى زيادة تفشيه؟

حشد يضم الآلاف خلال احتجاج ضد قيود كورونا في برلين | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تعد التظاهرات ضد القيود المفروضة للوقاية من فيروس كورونا أحداثاً معزولة. فخلال الأسبوعين الماضيين شهد عدد من مدن العالم تحركات كانت محدودة في البداية، لكنها سرعان ما اتسعت، للاحتجاج ضد الإغلاق العام والعزل الاجتماعي الصارم، آخرها احتشاد آلاف المتظاهرين في برلين قائلين إن تلك القيود تتعدى على حقوق الناس وحرياتهم. وقدرت الشرطة أعداد المشاركين في التجمع بنحو 15 ألف متظاهر، وكان من بين المحتجين أنصار للحريات، وآخرون شككوا في المعلومات التي تستند إليها سياسات مكافحة الوباء. وكان هناك أيضاً حضور محدود لليمين المتطرف.

لم يقتصر الأمر على إثارة احتجاجات فقط. فقد أدت المبالغة أيضاً في تصوير خطورة كورونا، إلى النظر للمصابين كأشخاص منبوذين، خصوصاً في المجتمعات ذات البنية المدنية الضعيفة. وعلى مدى عشرين يوماً لازم المواطن الباكستاني منصور منزله رافضاً الخضوع لأي فحص لفيروس كورونا رغم معاناته من صعوبات تنفسية، ويعود امتناعه إلى خشيته من التعرّض للنبذ الاجتماعي. ففي باكستان، تعقّد الوصمة السلبية في المجتمع ونظريات المؤامرة جهود مكافحة وباء كوفيد-19.

ويروي المدرّس البالغ 32 عاماً والذي زالت الأعراض لديه لاحقاً في تقرير لوكالة فرانس برس: «لقد عزلت نفسي داخل إحدى غرف المنزل. كنت أقنع نفسي بأن الوضع أشبه بالتحضير لامتحان».

ويوضح خمسة أطباء رداً على أسئلة وكالة فرانس برس أن عدد رافضي الخضوع لفحوص كورونا كبير في باكستان. وفي وادي سوات، يوضح الطبيب أمجد خان أنه رأى «مئات» المرضى من حاملي الفيروس المحتملين، وأن «90% من الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض لا يخضعون للفحص» خشية نبذهم من المجتمع، إذ «يخاف الناس التواصل مع شخص مصاب بكوفيد-19» الذي يعني بنظر هؤلاء «الموت المحتم»، بحسب هذا المتحدث باسم اتحاد الأطباء الشباب في خيبر بختنخوا.

Email