تقارير «البيان»: العيد في روسيا.. تقاليد تعزز أواصر الجالية العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعدّ الاحتفال بحلول عيد الأضحى المبارك، إحدى أهم المناسبات التي تجمع بين أبناء الجاليات العربية والمسلمة في روسيا، وأكبر فرص اللقاءات والتواصل الاجتماعي بينهم.

وجرت العادة على أن تجمع الجالية العربية المسلمة في احتفالها بهذا العيد، بين أداء الشعائر الدينية، كإقامة صلاة العيد في المساجد، وذبح الأضاحي، وبين تجديد الدماء في العلاقات الأسرية في ما بينها، إلى جانب فرصة الترويح عن النفس، والحفاظ على العادات والتقاليد المرتبطة بالعيد، إلى جانب التمازج بالثقافات الإسلامية الأخرى المتعددة في روسيا، إذ تمتد جذور الإسلام في عمق تاريخ البلاد إلى ألف عام، وفي حوض فولغا تحديداً.

مطاعم مزدحمة

ومن هنا يمكن ملاحظة الازدحام الكبير في المطاعم العربية خلال أيام العيد، وبروز أصناف الحلويات العربية المختلفة، على طاولات الرواد، حيث تعد المراكز التقليدية للقاءات بين أبناء الجالية العربية وعائلاتهم، إلى جانب الزيارات المنزلية للتهنئة، وطهي الطعام معاً وتناول الحلويات، في أجواء تحرص على توفير أجواء العيد، تبعاً للعادات والتقاليد المتوارثة.

ثقافات متنوعة

وشهدت السنوات الأخيرة اهتماماً أكبر بإعطاء اللمسة الاجتماعية لطقوس الاحتفال بالعيد، والتركيز على الاستفادة منها في التعارف بين الأسر العربية والأطفال تحديداً، إذ تعد الجالية العربية في روسيا واحدة من أكثر الجاليات الأجنبية تعداداً، وتتميز بالنسبة المرتفعة لحالات الزواج من المواطنات الروسيات، ما يعطي الثقافات الموجودة داخل هذه الأسر المختلطة، بعداً ثقافياً جديداً.

وقد عمدت مجموعة من المقيمين والطلاب العرب في مدن روسية عدة، إلى تأسيس مجموعات افتراضية، تأخذ على عاتقها ترتيب الفعاليات المشتركة للجمع بين أبناء الجالية، ولا سيما في ضوء تراجع انتشار موجة «كوفيد 19» في روسيا، ورفع القيود على الحركة، وعودة المطاعم والحدائق لفتح أبوابها أمام الرواد، ما سمح بعودة الحركة واللقاءات والزيارات إلى شكلها الطبيعي.

وتضم الجالية العربية في روسيا مقيمين وطلاباً من جميع البلدان العربية، ويعد أبناء بلاد الشام من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن تقليدياً أكثرهم عدداً، إلى جانب أقطار الخليج والمغرب العربيين، ومصر والعراق، ما يزيد الموائد العربية تنوعاً، ويشمل كافة المأكولات والحلويات العربية، وأبرزها المعمول والبقلاوة والأساور الشامية، والكنافة النابلسية، والبسبوسة والقطايف، والكعك المصري، والكليجة العراقية والقصيمية، وكعب الغزال وطاجين الحلو المغاربية، والجباب وعصيدة البوير الإماراتية، وغيرها.

Email