واشنطن وبكين.. تراشقٌ مستمر وعلاقات على شفا «حرب باردة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوماً بعد آخر يزداد التوتّر بين أمريكا والصين بما يشي بأنّ البلدين العملاقين سياسياً واقتصادياً بل وعسكرياً أيضاً على شفا «حرب باردة». جاءت أزمة القنصليات لتزيد مشهداً يعج بالأزمات، قتامة، إذ ما يزال فيروس كورونا مثار سجال بين واشنطن وبكين، وبحر الصين الجنوبي وقضية هونغ كونغ لا تزال ماثلتين.

تستند الولايات المتحدة على ما تقول إلى دعم دولي لسياساتها ضد الصين، وفي يقينها أيضاً أنّ الدائرة تدور على الصين، فيما لم تنس إلى الإعلان صراحة عن أنّ الحزب الشيوعي الصيني تهديد أساسي للعصر الحديث. ولم ينسَ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تبرير إغلاق القنصلية الصينية في هيوستن بأنها كانت «وكراً للجواسيس».

ولا ترى الصين بدورها في التصعيد الأمريكي كما تصفه، سوى مساعٍ لإشعال فتيل حرب باردة جديدة، في إطار بحث الساسة الأمريكيين عن «كبش فداء» يحشد الدعم قبل الانتخابات الرئاسية التي باتت على الأبواب. ولا تعتقد بكين أن علاقاتها مع واشنطن قد وصلت إلى نقطة اللاعودة، على الرغم من مساعي الولايات المتحدة لبناء تحالف عالمي في مواجهة الصين.

لم يقتصر التوتّر الأمريكي الصيني على هذه الملفات الثقال بل أشعل تطبيق تيك توك فصلاً جديداً من التراشق الكلامي بين العاصمتين، ففيما تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التحقيق بشأن ما إذا كان التطبيق يشكّل خطراً أمنياً على البلاد ويتوجّب حظره، تتهم الصين غريمتها بتهديد الشركات الصينية دون دليل، داعية إلى توفير بيئة مفتوحة ونزيهة وعادلة وغير تمييزية للشركات الصينية للعمل في الولايات المتحدة.

ومهما يكن من الأمر فإنّ تسارع التوتّر ينذر وفق مراقبين، يهدّد الأمن في منطقة شرق آسيا لاسيّما في بحر الصين الجنوبي ومن شأنه تعقيد الوضع في هونغ كونغ.

والتأثير من جهة أخرى على الأمن في منطقة شبه الجزيرة الكورية، فضلاً عن تداعيات أخرى على الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يفرض على واشنطن وبكين التوصّل إلى مقاربات أقل ضرراً، فيما يبدو أنّ الوقت لن يسمح بالوصول إلى هذه المقاربات قبل الانتخابات الأمريكية المقرّرة نوفمبر المقبل.

Email