كيف تفاقم جائحة كورونا «عمالة الأطفال» في العالم ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

زخمت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بقصة الطفل صابر، الذي ظهر في فيديو مُتداول له يتحدث عن أمنيته في العودة إلى المدرسة من جديد، بعد أن اضطر لتركها لمساعدة والدته في المصروفات، قبل أن يتدخل شيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بعد ساعات من نشر مقطع الفيديو الخاص بالطفل وتداوله، للإعلان عن البحث عن الطفل وكفالة أسرته وإعادته للمدرسة من جديد.

صابر ليس الوحيد الذي اضطر إلى ترك مدرسته من أجل المساهمة في إعالة أسرته؛ فالظروف الاقتصادية التي تعاني منها بعض الأسر تضطرها إلى التنازل عن تعليم أبنائهم من أجل لقمة العيش، وهو ما يُسهم في ارتفاع معدلات «عمالة الأطفال» بشكل ملحوظ.

جاءت جائحة «كورونا» لتزيد الطين بلّة، وتسهم في زيادة نسب عمالة الأطفال، ليس في مصر فقط، ولكن في العالم أجمع، وهو ما سلّط عليه الضوء تقرير حديث صادر عن مؤسسة ماعت للتنمية وحقوق الإنسان، تحت عنوان «عمالة الأطفال في ظل جائحة كورونا... الأسباب والتداعيات».

قبل الولوج في تفاصيل التقرير، فإن الإحصاءات الرسمية في مصر تكشف عن أن هناك قرابة الـ 1.6 مليون طفل (ما بين 12 و17 عاماً) يعملون.

وبحسب تقرير «ماعت»، فإن «استمرار جائحة كورونا، فإن الأطفال هم أول وأكثر من يعاني من هذه الجائحة، التي تسببت بصدمة اقتصادية واختلالات في سوق العمل».

وطبقاً للتقرير، فإن هناك 152 مليون طفل في سوق العمل، 72 مليون منهم يمارسون أعمالاً خطرة، وهم حالياً يواجهون ظروفاً أكثر صعوبة ويعملون لساعات أطول؛ ففي أفريقيا يوجد 72 مليون طفل عامل، وآسيا والمحيط الهادئ أكثر من 62 مليون طفل داخل سوق العمل، كما يوجد 11 مليون طفل يعمل في الأمريكيتين، وفي أوروبا وآسيا الوسطي هناك 6 ملايين طفل عامل.

وفي المنطقة العربية لا تتوافر تقديرات إقليمية شاملة عن عمالة الأطفال، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى وجود أكثر من مليوني طفل يعملون في المنطقة العربية، وأن 56% من جميع الأطفال العاملين حول العالم يعيشون في البلدان متوسطة الدخل، بحسب تقرير «ماعت».

وقال رئيس مؤسسة ماعت، أيمن عقيل، إن المجتمع الدولي حدد هدفاً لإنهاء عمل الأطفال بحلول العام 2025، وذلك في إطار خطة التنمية المستدامة للعام 2030، لافتاً إلى أن «التداعيات الاقتصادية للجائحة قد تؤدي إلى زيادة عدد الأطفال الذين يتم استغلالهم في العمل، كما أن من شأنها أيضاً أن تقوض التشريعات الموضوعة لحماية الأطفال من العمل، الذي يحرمهم من طفولتهم وإمكاناتهم وكرامتهم، ويضر نموهم البدني والعقلي.. كما أن الجائحة قد تقف عائقاً أمام خطة التنمية المستدامة لإنهاء عمالة الأطفال خلال عام 2025».

وأشار إلى أن إغلاق المدارس لم يمنع الوصول إلى التعليم فحسب، بل حجب أيضاً مصدراً للمأوى والغذاء لملايين الأطفال. فوفقاً للتقارير الأممية يوجد حوالي 370 مليون طالب حول العالم فقدوا وجباتهم المدرسية خلال جائحة «كورونا»، وغالباً ما تكون تلك مصدر تغذيتهم الوحيد الذي يعتمدون عليه.

من جانبه، قال مدير وحدة الأبحاث والدراسات بمؤسسة ماعت، شريف عبد الحميد، إن الأطفال يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة حتى قبل أزمة «كورونا»، بسبب النزاعات التي تشهدها بعض الدول العربية، وكذلك بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع معدلات الفقر، فقد كان ما يصل إلى 66 مليون طفل يعيشون بالفعل في وضع اجتماعي واقتصادي محفوف بالمخاطر. وبالتالي يمكن القول إن الأطفال هم أول وأكثر من يعاني في أوضاع النزاعات والكوارث، فيعيش واحد من كل أربعة أطفال حالياً في مناطق نزاعات أو كوارث.

Email