«كورونا» يهدّد بالفتك بالقارة السمراء

تلاميذ في مدرسة ستريك سبروت بجنوب إفريقيا بعد قرار العودة الجزئية للدراسة / أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتوجه أنظار العالم والمنظمات المعنية بشؤون الأوبئة إلى القارة الأفريقية المهدّدة بمزيد من التفشي لفيروس «كورونا»، في ظل ما تعانيه العديد من دول القارة من أوضاع معيشية وصحية صعبة، وسط خشية من أن ذروة الوباء لم تحن بعد في هذه القارة، فيما يواصل الفيروس تفشيه سريعاً في الأمريكتين، وعلى نحو متراجع كثيراً في الدول الأوروبية وبعض الآسيوية.

وتدرس جنوب أفريقيا، الدولة الأكثر تضرراً من الفيروس في القارة السمراء، إعادة فرض قيود أكثر صرامة على الحركة والحد من بيع المشروبات الكحولية، وذلك في ظل ارتفاع حالات الإصابة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن صحيفة صنداي تايمز الجنوب أفريقية. وأشارت الصحيفة بأنه تجرى مناقشة مسألة إعادة فرض حظر التجوال.

وفي الوقت الذي ارتفعت حالات الإصابة، قامت الحكومة بتخفيف إجراءات الإغلاق لإنعاش الاقتصاد، الذي من المتوقع أن ينكمش بنسبة 7% هذا العام.

وكان وزير الصحة الجنوب أفريقي زويلي مخيز قال السبت إن حالات الإصابة بالفيروس ارتفعت بنسبة أكثر من 5% لتتجاوز عتبة الـ 265 ألف حالة، وحالات الوفاة نحو 4 آلاف.

وعلى مستوى القارة، وصل عدد المصابين بالفيروس، حتى الآن 556921 شخصاً، بعد تسجيل 16714 إصابة جديدة في دول القارة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة. وتم تسجيل أكبر عدد من الإصابات والوفيات بسبب المرض، في جنوب إفريقيا (250687 وفاة و3860 إصابة).

 

 الصحراء الكبرى

«وزارة التنمية الدولية» البريطانية حذّرت من أن عدداً من البلدان النامية، بما فيها تلك الواقعة إلى جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، ستكون عرضة لتفشي «كورونا» الذي بدأ للتو فيها. جاء ذلك خلال عرض عن الأدلة على ذلك المعطى قدمته الدكتورة شارلوت واتز، رئيسة المستشارين العلميين في الوزارة، إلى عدد من النواب البريطانيين. وذكرت أن «وضعاً مثيراً جداً للقلق» بدأ يتكشّف في أجزاء كبيرة من البلدان النامية.

وقالت واتز أمام «هيئة التنمية الدولية» في مجلس العموم، «نحن نرى زيادات سريعة في حالات الإصابة بالفيروس في آسيا وأمريكا الجنوبية ودول جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، ما يعني أنه أمر يحدث في مناطق جغرافية متعددة. نحن نتوقع استمرار معدل الزيادة خلال الأشهر القليلة المقبلة».

متى الذروة؟

وعلى نحوٍ مُشابِه، أكّدت واتز أنه استناداً إلى تقديرات «مدرسة الصحة والطب الاستوائي» وجامعة «إمبريال كوليدج لندن»، مدعومة بتقديرات «وزارة التنمية الدولية»، ستبلغ الإصابات بـ«كورونا» الذروة خلال فترة تتراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر في بعض الأجزاء من أفريقيا. وكذلك أشارت إلى أن ما تقدّره هذه المراكز في ما يخص منطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، يتمثّل في عدد صغير من الحالات جرى الإعلام عنها.

وترى واتز صعوبة في التنبؤ بموعد وصول المرض إلى ذروته، واعتبرت أن ذلك يعتمد على الإجراءات المتّخذة في كل بلد، إضافة إلى العوامل المتصلة بالسياق العام، ككثافة السكان في مناطق إقامتهم، ومدى قدرتهم على تقليص مخاطر العدوى من خلال تغيير ممارساتهم الحياتية، معبّرة عن اعتقادها «أننا نشهد محض بداية للتفشي في تلك القارة».

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت في أبريل من أن أفريقيا قد تصبح البؤرة اللاحقة لتفشي الجائحة، مع إمكانية أن يقتل الوباء آلاف الأشخاص، ويدفع الملايين إلى خانة الفقر.

Email