تشكيل لجنة أممية لتقييم «كورونا».. هل هو قرار متأخّر؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مرور أكثر من ستة أشهر على جائحة «كورونا»، التي ما زالت تفتك بالعالم، أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس، أنها شكلت لجنة خبراء مستقلة مكلفة بتقييم التعامل مع الجائحة، الأمر الذي ربما يراه منتقدوها استجابة للانتقادات التي تنهال على المنظمة التابعة للأمم المتحدة حول تعاملها مع الوباء وإدارة الأزمة الناتجة عنه في العالم.

ودأبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اتهام منظمة الصحة بأنها «تتمركز حول الصين»، وتوجت انتقاداتها بالإعلان رسمياً الثلاثاء بانسحابها من المنظمة التابعة للأمم المتحدة في غضون عام.

ويربط مراقبون بين مواقف واشنطن إزاء المنظمة والإعلان عن تشكيل اللجنة، ويرون أن لجنة كهذه كان ينبغي أن يكون تشكيلها قبل هذا الوقت بكثير، إذ إن هذا التشكيل جاء بعد تجاوز إصابات الوباء حاجز الـ 12 مليوناً، والوفيات حاجز الـ 550 ألفاً، على مستوى العالم.

ضد الانقسام

لكن رئيس منظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال في تلميح إلى مواقف الولايات المتحدة والانتقادات «لن نتمكن من التغلب على الجائحة إن كنا منقسمين»، محذراً بأن «انقسامات» الأسرة الدولية تساهم في استمرار تفشي الوباء. وأضاف «التهديد الأكبر الذي نواجهه اليوم ليس الفيروس نفسه، بل نقص الزعامة والتضامن».

ووفقاً لما أعلن اليوم، فإن مهام لجنة الخبراء المستقلة ستحدد بالتشاور مع الدول الأعضاء، وستكلف هذه اللجنة بإجراء «تقييم نزيه» لإدارة المنظمة أزمة «كورونا»، بغرض «تجنب مآس مماثلة في المستقبل».

وفي حديث إلى دبلوماسيي الدول الأعضاء في المنظمة المدير العام للمنظمة، أعلن تيدروس أن رئيسة الوزراء السابقة النيوزيلندية هيلين كلارك والرئيسة السابقة الليبيرية إيلن جونسون سيرليف ستتوليان رئاسة اللجنة التي أطلق عليها اسم «اللجنة المستقلة للاستعداد للأوبئة العالمية والتعامل معها».

تقييم نزيه

وتابع تيدروس «لا يمكنني تصور شخصيتين أكثر استقلالية لإجراء هذا التقييم النزيه ومساعدتنا على فهم ما جرى وما يجدر بنا القيام به لتفادي مثل هذه المآسي في المستقبل». وأضاف «واضح أن حجم هذا الوباء، الذي أثر تقريباً على كل شخص في العالم، يستحق تقييماً ملائماً، تقييماً نزيهاً».

واقترح عقد جلسة للمجلس التنفيذي للصحة العالمية في سبتمبر المقبل لمناقشة تَقدّم عمل اللجنة، مشيراً إلى أن اللجنة ستُقدّم تقريراً مرحلياً في نوفمبر القادم عند استئناف جمعية الصحة العالمية، وسيُناقش عمل اللجنة بشكل موسع في يناير 2021 في الدورة العادية للمجلس التنفيذي، ثم في مايو في جمعية الصحة العالمية. وقال «هذا ليس تقريراً تقليدياً سيتم التوقيع عليه ثم يوضع على الرف ليتجمع فوقه الغبار. إنه أمر نأخذه على محمل الجد».

وتعرضت منظمة الصحة لانتقادات حادة منذ بدء الأزمة الصحية في أواخر 2019 أخذت عليها بصورة خاصة تأخّرها في التوصية بوضع الكمّامات. واتهمتها الولايات المتحدة بالتساهل حيال الصين، البؤرة الأولى للفيروس، وبالتأخر في إعلان حال طوارئ صحية عالمية. لكن، ربما يقول مدافعون عن المنظمة الأممية «ان تأتي متأخّراً خير من أن لا تأتي أبداً».

Email