انتخابات سنغافورة على وقع التنافس بين شقيقين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يختار شعب سنغافورة حين يدلي بصوته في الانتخابات العامة الأولى التي تشهدها البلاد الجمعة المقبل على وقع جائحة «كورونا» بين الحزب الحالي الأطول حكماً وواحد من عشر أحزاب معارضة أخرى أصغر حجماً تأمل في أن يكون لها موطىء قدم في البرلمان.

ونقض السباق المحموم منذ انطلاق الحملة الرسمية في أواخر يونيو الماضي سمعة البلاد ذات السياسة الهادئة بفضل الحكم المتعاقب لحزب العمل الشعبي الفائز بالانتخابات جميعها منذ حصول سنغافورة على الحكم الذاتي من بريطانيا عام 1959.

وإن ما يميز هذه الانتخابات عن سواها لا يتمثل في إجرائها في ظل أسوأ أزمة صحية تعدل بالقوانين الأساسية للحملات الانتخابية حيث لا تجمعات بل فقط جولات على الأقدام للمرشحين وتواصل افتراضي مع الناخبين. منح دخول المرشح القوي العضو السابق في حزب العمل الشعبي تان تشينغ بوك الثمانيني تحت مظلة الحزب التقدمي السنغافوري روحاً للحملة الانتخابية.

إلا أن قرار أحد أبرز المنضمين حديثاً، لي هسين يانغ، الأخ غير الشقيق لرئيس الوزراء، لي هسين لونغ، وابن مؤسس الدولة، لي كوان يو، البالغ 62 عاماً للحزب التقدمي السنغافوري هو ما أثار الدهشة الحقيقية. ومع أن لي هسين يانغ اختار عدم الترشح لأنه وبحسب قوله: «سنغافورة لا تحتاج للي آخر» إلا أن نجم معارضته الشرسة لا ينفك يسطع.

ويشير ألان تشونغ، البروفسور في معهد راجاراتنام للدراسات الدولية إلى أن لي الأصغر كمعارض يشكل «المدفعية الأخطر» على الرغم من عدم ترشحه شخصياً، سيما أنه تعهّد بدعم المرشحين والأحزاب التي يؤمن فيها ويأمل بحصول «موجة من التغيير».

ومع أن يانغ ينفي أن تكون المسائل العائلية مع أخيه الأكبر قد أثرت على قراراته السياسية، علماً أن خلافات علنية حادة تفرّق بين لي يونغ وشقيقيه بخصوص تركة والدهم، يشير تشونغ معلقاً: «يلعب لي هسين يانغ بذكاء، وقد اعتقد كثيرون بدايةً أنه قد يترشح في دائرة إرث والده. لكنه بعدم الظهور كمرشح في أي من الدوائر، سيتمكن من ضرب حزب العمل الشعبي من عدة جهات وسيشعل موجة المعارضة على نطاق واسع».

يتوقع المحللون السياسيون أن يحقق الحزب الحاكم فوزاً مريحاً ويضمن لنفسه ولاية حكم هي الـ15 على التوالي. وتفيد أحزاب المعارضة في الواقع إلى أنها لا تسعى لتشكيل حكومة بل ترمي بصراحة لحرمان حزب العمل الشعبي الغالبية التشريعية الساحقة التي تبلغ الثلثين لتتمكن بالتالي من خلالها من تعديل الدستور.

كما يمهد السبق الانتخابي لتغيير في أوساط حزب العمل الشعبي الذي سيسلم قادته السلطة لمجموعة من الوزراء الشباب المعروف بـ «الجيل الرابع»، علماً أن لي قد لوّح برغبته التنحي عن قيادة الحزب ورئاسة الوزراء قبل بلوغه الـ70 في 2022.
 

Email