لماذا وصف زيباري التوغل التركي بالخطر الجيوسياسي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها تركيا عملية توغل عسكرية في إقليم كردستان العراق، بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، لكنها المرة الأخطر بسبب الخطة التركية في بناء قواعد استخباراتية وعسكرية جديدة ثابتة على أراضي الإقليم، تمهيداً لتوسعها المستمر ضمن مشروعها في الهيمنة تحت اسم العثمانية الجديدة.

وفي هذا الإطار، حذر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ووزير الخارجية العراقي الأسبق، هوشيار زيباري، من أن التوغل التركي العسكري في إقليم كردستان العراق تطور جيوسياسي خطير في المنطقة. وأضاف في تغريدة على تويتر إن حجم وشدة الهجوم مقلق، والأكثر مدعاة للقلق أن الهجوم يترافق مع مزاعم تاريخية يطلقها القادة الأتراك حول الموصل (مدينة الموصل ومدن إقليم كردستان).

ويجد حزب العمال الكردستاني نفسه في مواجهة مخطط تركي واسع النطاق واستراتيجي، يهدف إلى السيطرة على الحاجز البشري الكردي الكبير الذي يقف عائقاً أمام مشروعها العثماني الجديد للتوسع في الدول العربية، وبالتالي تستأنف أنقرة خطتها التي قطعت شوطاً فيها باحتلالها مناطق واسعة شمال سوريا من عفرين إلى راس العين، وتفريغها من سكانها، وتهدف إلى توسيع رفعة الاحتلال الجديدة حتى كركوك.

وفي بيان نشرته وكالة فرات للأنباء، اليوم، حذر حزب العمال الكردستاني، من أن «دولة الاحتلال التركي تسعى إلى توسيع قواعدها العسكرية ومناطق نفوذها وتتحين الفرصة المناسبة لاحتلال كامل إقليم كردستان العراق وإلحاقها بتركيا، وهي ترى في قوات حزب العمال الكردستاني عائقاً يحول دون تحقيق أهدافها، لذلك باشرت بهجماتها الوحشية من أجل إزالة هذا العائق».

وتتواجد لتركيا أكثر من 20 قاعدة عسكرية داخل إقليم كردستان العراق، في المناطق الجبلية، إلا أن في العملية الحالية المستمرة، تحاول دولة الاحتلال التركي التقدم نحو المناطق الآهلة بالسكان، وقطع التواصل البري بين الأكراد في تركيا والعراق. وتتذرع تركيا بمزاعم تاريخية لا أساس لها من الصحة، مثل ترويجها بتبعية ولايتي الموصل وحلب لتركيا، بموجب خطة هدنة مودرس عام 1918.

إلا أن تركيا نفسها قامت بالتنازل عن مزاعمها، منذ عام 1925. وتستند الأطماع التركية إلى مزاعم عن وجود أقليات تركمانية في بعض المناطق وتتخذ منها ذريعة للتدخل، كما يحدث حالياً في ليبيا، واختلاقها الأكاذيب بشأن وجود مليون ليبي من أصل تركي، إلا أن ملامح هزيمة المشروع التركي تلوح في الأفق بسبب تجاوز أنقرة الحدود المسموح بها دولياً لنفوذها الإقليمي.

Email