تتكثف الضغوط الدولية والانتقادات العربية على تركيا التي تقود توترات في كامل المنطقة، من شرق المتوسط إلى ليبيا مروراً بالعراق وسوريا.
وكان لافتاً أمس ظهور مواقف متزامنة ضد الأطماع التركية في المنطقة، وهي أطماع أدت إلى تفاقم النزاعات وتعقيد الحلول المطروحة، لدرجة أنه أينما حلّت تركيا ينتهي مسار الحل السياسي وتتحول البلاد إلى ساحة للنهب تحت إشراف العصابات الخارجة عن القانون، وهذه العصابات هي الذراع التركية الأكثر فتكاً في ممارساتها كما هو الحال في المناطق المحتلة من قبل تركيا شمال سوريا.
وبات الاتحاد الأوروبي يحدد تركيا بالاسم في انتقاداته الأخيرة حول مسؤولية التصعيد في المنطقة. ففي اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي،أمس، قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن الأوروبي جوزيب بوريل إن الكثير من الوزراء أعربوا عن بالغ القلق تجاه التصعيد التركي في شرق المتوسط، وأنه تم توجيه دعوة لخفض هذا التصعيد.
واشتكت اليونان وقبرص مجدداً من أعمال الحفر التركية في المنطقة، حيث سيبحث وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء جوانب مهمة (إيريني) الخاصة بمراقبة تهريب السلاح إلى ليبيا في المتوسط.
وكان لافتاً الموقف الفرنسي المتصاعد في رفض التدخلات التركية. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن التدخل الأجنبي المستمر في ليبيا، خاصة تكثيف الدعم التركي «غير مقبول ولا بد أن ينتهي»، مشيرة في هذا الصدد إلى الدعم التركي الهائل لهجوم حكومة الوفاق رغم الموافقة على بحث وقف إطلاق النار.
وكانت روسيا قد أبدت موقفاً لافتاً لم تثره في العلن حتى أمس، عارضت فيه الأطماع التركية في ليبيا، ونتج عن ذلك تراجع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين عن زيارة كانت مقررة إلى أنقرة أول من أمس. وبحسب مصدر تركي، فإن أنقرة تعتزم استخدام قاعدتين عسكريتين في ليبيا، سعياً لوجود تركي دائم في منطقة جنوب المتوسط. وقال مسؤول تركي آخر إن روسيا وتركيا أجلتا محادثاتهما عالية المستوى بشأن ليبيا، كان من المقرر إجراؤها في اسطنبول، بسبب خلاف يتعلق بمسعى حكومة الميليشيات التوغل باتجاه سرت.
عربياً، سلط أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الضوء على البعد التاريخي الزائف للتدخلات التركية. وقال إن هذه التدخلات العسكرية في الأراضي العربية سواء في سوريا أو ليبيا أو العراق أصبحت مصدر قلق ورفض واستهجان من الدول العربية جميعاً وأنها تعكس أطماعاً توسعية لدى تركيا تنتمي إلى ماضٍ بعيد ولم يعد لها مكان في عالمنا المعاصر.
تصريح أبو الغيط جاء معرض تنديده بغارات جوية تركية على أراضي إقليم كردستان ومنطقة سنجار فجر الاثنين، في استعراض للقوة بحجة استهداف مواقع لحزب العمال الكردستاني، رغم أن من بين الأهداف التي تم قصفها مخيم مخمور للاجئين الأكراد.
