قصة خبرية

لوران غرزيبوفسكي.. الغيتار سلاح في مواجهة الجائحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

30 عاماً أمضاها المغني والمؤلف والملحن الفرنسي، لوران غرزيبوفسكي، في الغناء للسلام والأخوة، حيث طاف المدارس والكنائس والمجمّعات الإسلامية، مشاركاً بأغانٍ تنبذ العنصرية. حمل غرزيبوفسكي غيتاره وجاب الشوارع مع انتشار جائحة كورونا، بعد منحه تصريحاً أمنياً استثنائياً، ليرفع الروح المعنوية للفرنسيين الذين كانوا يطلون من شرفات ونوافذ المنازل ليحيوه ويتفاعلوا معه ومع أغانيه التي تحمل رسائل إنسانية مهمة مفادها: «كل هذا سيمر، والغد سيكون أفضل».

يقول لوران غرزيبوفسكي: «من سن الـ20 امتهنت الغناء والتلحين، بعد تخرجي في معهد باريس للموسيقى، قرّرت الدعوة للسلام والأخوة، كنت أؤلف الأغاني وأذهب إلى الكنائس لأعرضها أمام الناس، كانت أكثر المناسبات جماهيرية هي الأعياد والمناسبات الدينية، مع الوقت أصبحت معروفاً، وكان الناس يرددون الأغاني، مع الوقت توسع دوري وأصبحت أذهب إلى مناسبات المسلمين واليهود، لا ألتفت لاختلاف العقيدة، ولا أي شيء غير الإنسانية، هذا ما أؤمن به، وتفاعل معه الكثيرون، حتى في الشوارع».

يشير غرزيبوفسكي «53 عاماً»، إلى أنّه ومع انتشار كورونا وإعلان الطوارئ، كان الناس خائفين لا يدرون ماذا يفعلون، مضيفاً: «حملت غيتاري وذهبت لمديرية الأمن في باريس، وطلبت تصريحاً بالغناء في الشارع، في البداية رفض المسؤول عن التصاريح، ولكنه بعد دقائق قال انتظر، ثم أجرى اتصالات وتم منحي تصريحاً استثنائياً بالغناء في الشارع».

حمل غرزيبوفسكي غيتاره وقصد الشوارع القريبة، كان يجوب الشوارع يومياً يعزف ويردّد الأغاني، ما أدى إلى تفاعل الناس معه عبر الخروج إلى شرفات المنازل والتصفيق وترديد الأغاني وإطلاق الصافرات، مردفاً: «شعرت ببهجتهم وفرحهم، وفي كل يوم أجوب شارعاً جديداً تجولت في كل شوارع باريس أغني للحياة وللأمل والإنسانية، أرشدهم بالفن لاتباع إجراءات السلامة، وتحمل الأزمة بقوة، لأنها ستمر وتصبح ذكرى».

التزام

ومع خروج الناس بعد رفع العزل ما يزال غرزيبوفسكي يخرج إلى الشارع حاملاً غيتاره، متخذاً إجراءات السلامة، يتجوّل بين الناس، معرباً عن فرحته بالنجاة من الكابوس بفضل الالتزام بالتعليمات، والصبر على إجراءات الطوارئ الصحية رغم قسوتها.

Email