السويد نادمة لعدم الإغلاق بمواجهة «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

 انتقد معظم السويديين، نهج بلادهم تجاه جائحة فيروس «كورونا»، والذي كان مختلفاً عن أي دولة في العالم، حيث قررت البلاد عدم تطبيق إجراءات الإغلاق، معتمدة على تحمل الشعب لمسؤولية السلامة الشخصية، ولكن مع زيادة عدد الوفيات في السويد، اعترفت السلطات أنها نادمة لعدم الإغلاق، وأنها أخطأت في تقديراتها.

تقول شبكة «دويتشه فيله» الألمانية، إن السويديين استمروا في حياتهم بشكل طبيعي، ففي شاطئ مدينة مالمو، لم يبدُ أي شيء مختلفاً عن الأيام العادية، حيث ازدحمت الشواطئ بمجموعات من الناس المستمتعين بحفلات الشواء وأشعة الشمس بعد الظهر.

 ويبدو أن قلة هنا، تدرك أن السويد كانت تهيمن طوال اليوم على تغطية وسائل الإعلام العالمية لكوفيد 19، بعد أن اعترف عالم الأوبئة، أندرس تيجنيل، لأول مرة، بأن الدولة كانت تستفيد من بعض القيود الأكثر صرامة في تقليل معدل الوفيات.

وأضافت «دويتشه فيله»، أنه حتى إذا كان السويديون على دراية بأن معدل الوفيات تجاوز فرنسا، وأصبحوا ضمن الدول الأكثر تضرراً، فإنهم لا يظهرون ذلك.

درز تغنيل، أشهر علماء الوبائيات في السويد والعالم، ومهندس استراتيجية بلاده لمواجهة «كوفيد 19»، هو اليوم رجل حزين، بعد أن سقط من علياء شهرته، التي وصلت حد وشم صورته على أجساد المعجبين بنباهته العلمية بين مواطنيه، وذلك عندما اعترف بأنه ارتكب أفدح خطأ في حياته، لمّا أصرّ في مارس الماضي، على نظرية «مناعة القطيع»، لقطع دابر الوباء، وإبقاء وتيرة الحياة في السويد على طبيعتها، فيما كانت البلدان الأوروبية الأخرى تفرض تدابير العزل الصارمة، التي شلّت الحركة في مناحي الحياة.

وبعد شهرين ونصف من التجربة التي أثارت من الإعجاب، بقدر ما أثارت من انتقادات في الداخل والخارج، اعترفت الحكومة السويدية، بأن «ثمّة مجالاً واسعاً لتحسين الأداء في مواجهة الوباء»، كما قال رئيس الوزراء، ستيفان لوفين، الذي كان يتبنّى قرارات تغنيل، على رأس وكالة الصحة العامة السويدية المستقلّة عن الحكومة، الملزمة معنوياً، كما في جميع الدول الإسكندنافية، تنفيذ قراراتها وتوجيهاتها.

وأعلن رئيس الوزراء السويدي، أنه سيشكّل لجنة للتحقيق في الإدارة الصحية للأزمة، تبدأ أعمالها منتصف هذا الشهر، بعد أن قارب عدد الوفيّات الناجمة عن الوباء 5 آلاف من أصل 39 ألف إصابة مؤكدة، وهي من أعلى النسب في العالم.

اتخذت السويد نهجاً متراخياً نسبياً تجاه كوفيد 19، من خلال اختيار عدم وضع سياسات تأمين صارمة.

مع عدم وجود حجر صحي إلزامي، بقيت المتاحف والحانات والمطاعم وصالات الألعاب الرياضية ومراكز التسوق والمدارس والنوادي الليلية، مفتوحة، في حين تم تشجيع السكان على اتباع المبادئ التوجيهية للنظافة الشخصية والإبعاد الاجتماعي.

حظر هذا الأسبوع مسؤولو الصحة، تجمعات 50 شخصاً أو أكثر، وأوصوا السكان بتجنب السفر غير الضروري، وشجعوا الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً على البقاء في المنزل قدر الإمكان.

في أواخر مارس، منعت السويد السكان من زيارة دور رعاية المسنين، لكن الإجراء لم يمنع الفيروس من الوصول إلى مرافق رعاية المسنين في جميع أنحاء البلاد.

وأفادت رويترز بأنه حتى 4 يونيو، أبلغت السويد عن أكثر من 4500 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس، بحسب جامعة جونز هوبكنز، وحوالي نصف تلك الوفيات، حدثت بين كبار السن الذين يعيشون في دور رعاية.

Email