فرنسي كرّس للمهاجرين حياته

«طرزان كورسيكا» .. مغامرٌ

ت + ت - الحجم الطبيعي

عزل إغلاق الحدود الإيطالية الفرنسية، إثر تفشي فيروس كورونا، أماكن عدة في فرنسا إغلاقاً كاملاً، لتتحوّل إلى سجن مفتوح يهدّد حياة آلاف المهاجرين، الأمر الذي أدركه بول غوادن، المغامر الفرنسي الشاب، محترف تسلق الجبال والتخييم في الغابات، إبن جزيرة كورسيكا الواقعة على الحدود الإيطالية والتي تغطيها الغابات والجبال، ما جعلها معبراً مهماً للمهاجرين غير الشرعيين ومكاناً للتخفي والاستقرار لفترة خلال رحلة الهجرة بين إيطاليا وفرنسا. قرّر غوادن جمع تبرعات من سكان المنطقة وإغاثة المهاجرين العالقين في الجزيرة خلال ثلاثة أشهر، شملت توفير الطعام والشراب والدعم الصحي وتوفير وسائل الوقاية من الفيروس، ما حدا سكان الجزيرة لتسميته بـ «طرازان كورسيكا» تقديراً لدوره في إنقاذ حياة مئات المحاصرين بين المرض والخوف والجوع والموت.

يقول بول غوادن لـ«البيان»: «مع بداية تفشي فيروس كورونا وتكثيف حملات الرقابة الحدودية لم تعد الحياة في كورسيكا كما كانت، شعرت بأني أصبحت محبوساً في الجزيرة ما جعلني أذهب للتجول في الغابة القريبة من منزلي والمطلة على ساحل البحر المتوسط، صادفت خلال إحدى جولاتي في الغابة ثلاثة مهاجرين من أصول آسيوية عالقين في الغابة، كانوا في حالة يرثى لها، يتضورون جوعاً، ولا يستطيعون تكلّم الفرنسية، كان الذعر بادٍ عليهم بعد أن علموا أنّ المدن أغلقت، وأن الشرطة على مداخل وخارج المدينة، حاولت طمأنتهم بكلمات إنجليزية بسيطة ولغة الإشارة، طلبت منهم الانتظار وعدت إلى المدينة أحضرت الطعام وبعض الأغطية للتخييم في الغابة، كان الطقس بارداً، وجدت عند عودتي أشخاص لا ثلاثة، شاهدتهم يلتهمون الطعام في نهم، كانوا جوعى ومرضى، عدت إلى منزلي ولم يغيب المشهد عن ذهني».

يروي «طرازان كورسيكا»، أنّه ذهب إلى خاله شورح له الأمر، فأعطاه 1000 يورو ليحضر المزيد من الطعام ومتطلبات العيش للمهاجرين، فاشترى خياماً وأغطية وطعام وعاد إلى المهاجرين فوجدهم 11 11 شخصاً. قرّر غوادن تفقّد مناطق أخرى عثر فيها على عشرات آخرين أسوأ حالاً، ليرجع إلى الجزيرة ليجمع المزيد من المال من أمه وخاله وأحد الجيران ويشتري مستلزمات أخرى. توسّع غوادن في أعمال الإغاثة على مدى ثلاثة أشهر شملت كل أنحاء كورسيكا، جمع مالاً كثيراً من سكان الجزيرة واشترى ما استطاع من طعام ومستلزمات للمهاجرين. وأضاف: «أمارس هذا العمل منذ شهور بسعادة لم أشعرها من قبل، حتى أطلق علي سكان الجزيرة اسم «طرزان كورسيكا»، وهذا شيء أعجبني وأعطى حياتي قيمة، هذا عمل لن أنساه».

Email