لماذا يتفادى الديمقراطيون استغلال احتجاجات مينسوتا ضد ترامب؟

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دبي- حسين جمو

تتصاعد الاحتجاجات في الولايات المتحدة على خلفية مقتل جورج فلويد، وهو أمريكي أسود أعزل توفي خلال توقيفه في المدينة وتم توثيق الحادث بالفيديو. وقد أدى التصعيد وتعرض محلات للنهب ومؤسسات للحرق، إلى حذر السياسيين من استثمار الاحتجاجات لحسابات انتخابية.

والتزم الديمقراطيون بالحذر في تناول هذه المسألة وعدم الاندفاع لموقع يمكن أن ينقلب عليهم لاحقاً، خصوصاً في ظل تعدد وتنوع المشاركين في الاحتجاجات، وبعضهم يدعو لاستخدام السلاح صراحة للرد على عنف الشرطة.

ودعا جو بايدن المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الجمعة، إلى تطبيق العدالة وإلى «قيادة حقيقية» للولايات المتحدة متهماً الرئيس دونالد ترامب بالتشجيع على العنف بعد تهديده باستخدام القوة العسكرية المميتة لإنهاء أعمال شغب في مدينة منيابوليس. وقال بايدن، إن غضب الأمريكيين السود وإحباطهم وإنهاكهم «لا يُنكر»، وإن البلاد تحتاج إلى مواجهة جرحها العميق المفتوح، وإلى قيادة تأتي بالجميع إلى المائدة ليكون بالإمكان اتخاذ إجراءات لاجتثاث «العنصرية المنظمة».

وأمس الأحد بدا بايدن أكثر تحفظاً وأدان العنف في الاحتجاجات. وقال في بيان، إن الاحتجاج على الوحشية التي قتل بها فلويد حق وضرورة، لكنه أضاف أن الأمر لا ينطبق على «إحراق مدن وتدمير مجاني».

ووجّه ديمقراطيون الاتهام إلى ترامب بأنه جعل الأمور تزداد سوءاً، إلا أن بعض الليبراليين المتطرفين في الكونغرس اقتربوا من تحميل الرئيس ترامب مسؤولية مقتل فلويد نفسه. فقد كتبت رشيدة طليب إن ترامب «عنصري أبيض عنيف».

ووقعت مواجهات في أكثر من 20 مدينة بينها لوس أنجليس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجول ليلي، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية التي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلاً لها منذ سنوات عدة. ومن سياتل إلى نيويورك تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية فلويد.

ومن شأن اتساع رقعة الاحتجاجات، وعدم إمكانية التكهن بمساراتها، تقليص فرص تسييس الحدث من جانب الديمقراطيين، إلا في حالة ارتكاب إدارة ترامب خطأ قاتلاً في الوقت الحرج، وهو لم يحدث حتى الآن. وتغريدة ترامب التي هدد فيها بأن الشرطة ستطلق النار على من يمارسون عمليات النهب والتدمير لم يتم تسييسها من جانب الديمقراطيين سوى ضمن نطاق محدود، ذلك أن عمليات النهب تحدث فعلاً ولا يمكن لهم الثناء عليها أو تبريرها.

وأكدت طالبة شابة سوداء مؤيدة لاستخدام العنف لوكالة فرانس برس: «إنه أمر مخيف، لكنه ضروري» معتبرة أن التظاهرات السلمية لم تؤدِ إلى نتيجة. وأضافت: «أحياناً نحتاج إلى الشر من أجل الخير».

تكتسب الاحتجاجات الحالية ضد عنف الشرطة تعاطفاً عالمياً من دعاة الحقوق المدنية والمناهضين لأمريكا، غير أنه في الداخل الأمريكي الأمور أكثر تعقيداً من أبيض أو أسود، خصوصاً في حال انجرفت أقلية من المحتجين إلى العنف.

ومرة واحدة تكفي لجعل الأمور أسوأ للجميع.

وفي هذا الإطار عبّر حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والتز، الذي لا ينتمي لا للديمقراطيين ولا الجمهوريين، عن أسفه لأن ما جرى بعد مقتل فلويد لم يعد له علاقة بموته «إنها مجرد فوضى» على حد تعبيره.

بالتالي، من المرجح أن تبقى الاحتجاجات خارج الدعاية الانتخابية المقبلة إلا بشكل غير مباشر، مثل تناول التمييز العنصري ضد السود ومكافحة نظريات عنصرية مثل «تفوق العرق الأبيض» وتقييد استخدام السلاح، مع الاستمرار في متابعة تغريدات ترامب انتظاراً لـ«خطأ قاتل» يرتكبه.
 

Email