لـ «كورونا» فوائد أيضاً.. تعرف عليها

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ ظهوره وسط الصين أواخر العام الماضي، أحدث فيروس كورونا تحوّلاً في حياة الناس والأعمال التجارية حول العالم، إذ انعكست تداعياته على مختلف الأصعدة، من الهدوء الذي عمّ مراكز مدن لطالما كانت مزدحمة وصولاً إلى التغيّرات البيئية الكبيرة.

وبينما بدأت آسيا في تقييم الأضرار الناجمة عن الوباء، أدركت بعض الدول أنه حمل معه فوائد لم تكن في الحسبان رغم الدمار الاقتصادي الأكثر تأثيراً.

فخلال فترة العزل، شهدت فيتنام تراجعاً في معدلات الجرائم بينما رحبت هونغ كونغ بانتهاء موسم الانفلونزا السنوي لديها مبكراً. أما تايلاند، المعروفة بالعدد الكبير من الوفيات في حوادث الطرقات، فشهدت تحسناً ملحوظاً في السلامة على الطرق.

ونقلت وكالة فرانس برس عن بانغيرد بريجميت الذي يترأس فريقاً طبياً يعمل قرب بانكوك قوله إن «عدد الحوادث تراجع بشكل كبير»، مرجعاً الأمر إلى الإجراءات التي اتّخذتها تايلاند لاحتواء الوباء، والتي تشمل حظر بيع المشروبات الكحولية. وقال «يتناول الناس المشروبات الكحولية بشكل أقل لذا باتوا أقل تهوراً على الطرقات».

وأكد وزير الداخلية النمساوي كارل نيهمر، أمس الثلاثاء، أن معدلات الجريمة في البلاد انخفضت إلى النصف تقريباً منذ بدء تطبيق إجراءات العزل والإغلاق بسبب «كورونا». وقال إنه منذ بدء قرارات الإغلاق في النمسا، في 16 مارس الماضي، انخفض إجمالي معدل الجريمة بنسبة 46.4 في المئة، مقارنة بالعام السابق خاصة جرائم السطو أو سرقة السيارات أو النشل.. وفي المقابل حدثت زيادة في الجرائم المتعلقة بالعنف المنزلي.

وأضاف أن وضع الجريمة تغير في البلاد منذ اندلاع أزمة كورونا بشكل جذري بسبب القيود على التنقل، مشيراً إلى أن إحصائيات الجريمة بالتأكيد غير قابلة للمقارنة مع السنوات الماضية.

تجارة المخدرات

حتى تجارة المخدرات تأثرت بالجائحة. وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصادرها أن أسعار أوراق الكوكا المبيعة لعصابات المخدرات انخفضت بنسبة 70 % منذ أن أعلنت بيرو إجراءات الإغلاق الصحي الشهر الماضي. ونقلت الوكالة عن منظمات مزارعي الكوكا المحليين قولهم إن أكثر من 90 بالمئة من المزارعين يبيعون في السوق السوداء، فيما تحاول بيرو السيطرة على إنتاج هذه الأشجار والسماح ببيعها فقط للاستخدامات الشرعية.

ويطالب المزارعون في بيرو بتدخل الدولة لشراء منتوجهم، الذي تضرر الطلب الشرعي عليه بسبب ركود الاقتصاد المتأثر بانتشار «كورونا».

وقال مراقبون إن إغلاق البارات والأماكن الترفيهية والأنشطة العامة، أدى إلى نقص كبير في الطلب على المخدرات في الولايات المتحدة وكندا وأوربا.

وقالت مصادر أمنية في الولايات المتحدة، إن انخفاض أعداد السيارات المقبلة من المكسيك المجاورة، أدى إلى انخفاض أعداد الشحنات المهربة من المخدرات التي تدخل البلاد، كما أن نقصان المواد الخام التي تصنع في الصين والهند، يقللان الإنتاج.

وبيئياً.. أفاد باحثون أمس الثلاثاء بأن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية من أنواع الوقود الأحفوري ستنخفض بنسبة تصل إلى سبعة في المئة هذا العام جرّاء الوباء، في أكبر تراجع منذ الحرب العالمية الثانية. لكن هذا الانخفاض الضخم «بالكاد سيؤثر على التراكم المتواصل لثاني أوكسيد الكربون في الجو»، بحسب رئيس أبحاث تأثير المناخ لدى «مركز هادلي البريطاني للأرصاد» ريتشارد بيتس.

Email