تظاهرات غريبة.. هل يطالبون بحرية الإصابة بـ «كورونا»؟

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في أزمة وبائية فتّاكة كـ «كورونا»، آخر ما يمكن أن يخطر في ذهن المرء أن يرى أو يسمع عن أناس يتظاهرون ضد قرارات وإجراءات هدفها حماية حياتهم وحياة أبنائهم ومستقبلهم.

لكن هذا حصل في عدد من الدول، في ظاهرة تثير الكثير من الاستغراب، وليس سواه، إذ إن الشعارات التي رفعت في بعض التظاهرات تعتبر إجراءات الوقاية «انتهاكاً للحريات»، ولسان حالهم يطالب بـ «حرية الإصابة» بالفيروس.

وشهدت لندن احتجاجات واشتباكات مع الشرطة في متنزه «هايد بارك» ضد القيود على النشاط العام لمنع انتشار الوباء.

وشهدت مدن بريطانية أخرى شمالي البلاد احتجاجات مماثلة. وكذلك الأمر في بلدان أوروبية مجاورة، وفقاً لقناة «بي بي سي عربي».

في ألمانياً، خرج المئات في مدن عدة للتظاهر ضد القيود المفروضة على حركة وحرية التنقل. واعتبر المتظاهرون هذه الإجراءات بأنها مبالغ بها، مشككين في جدواها. واستغل اليمين المتطرف هذه التظاهرات للترويج بأنه جزء من الشارع ولا يرى ضرورة لمثل هذه الإجراءات.

وتجمع آلاف من الألمان السبت في شوارع مدن عدة للاحتجاج على خطط تلقيح محتملة أو وسائل رقابة مفترضة قد تعتمدها الدولة في إطار الوقاية من «كورونا». وانتقلت أعداد الرافضين لهذه الإجراءات من تجمع شارك فيه عشرات الأشخاص في البداية، ليصل عدد المحتجين إلى الآلاف. ورفع المتظاهرون شعارات مشككة في الفيروس وإجراءات الوقاية منه.

واحتشدت أعداد كبيرة من المتظاهرين الرافضين لتدابير الإغلاق وأنصار نظريات المؤامرة والرافضين للقاحات في أنحاء ألمانيا، حيث تجمّع أكثر من 5000 شخص في شتوتغارت وميونيخ و1500 على الأقل في فرانكفورت.

تشكيك بالفيروس
ووفقاً لوكالة فرانس برس، كتب على لافتة رفعت في شتوتغارت «كورونا زائف»، بينما كتب على أخرى «لا للعزل والكمامات والتعقّب واللقاحات». وأوقفت الشرطة في برلين مئتي شخص خلال مناوشات، فيما وقعت صدامات في هامبورغ بين أنصار نظريات المؤامرة ومحتجين مناهضين للإغلاق.

هذه الاحتجاجات لا تعبر عن أغلبية رافضة للإجراءات الوقائية، لكن نسبة هؤلاء ليست بسيطة. فقد أظهر استطلاع بتكليف من مجلة «دير شبيغل» أن نحو ألماني واحد، من أصل أربعة تم استطلاع آرائهم، أعرب عن تفهّمه للمظاهرات. وقد أحدثت هذه التطورات صدمة الطبقة السياسية، إذ ذكرت تقارير أن ميركل تحدثت مع كبار المسؤولين في حزبها المسيحي الديمقراطي عن الاتّجاه «المقلق» الذي قالت إنه «قد يحمل طابع حملات التضليل الروسية».

وفي ظل الغضب الشعبي بسبب خروج تظاهرات عن السيطرة في عطلة نهاية الأسبوع، أكد حزب البديل من أجل ألمانيا بوضوح أنه يقف إلى جانب المتظاهرين. وقال الرئيس المشارك للحزب ألكسندر غاولاند: إن «ممارسة الناس حقوقهم الأساسية والتظاهر ضد إجراءات «كورونا» أمر صحيح تماماً».

في وارسو
في بولندا، واجهت شرطة العاصمة البولندية وارسو تظاهرة جرت، أمس، السبت احتجاجاً على إجراءات الحد من تفشي فيروس «كورونا»، حسبما قال المتحدث باسمها لشبكة «تي في إن 24» التلفزيونية، إن العمل الاحتجاجي ضد القيود المفروضة على الحياة الاقتصادية جراء الفيروس كان غير قانوني منذ البداية.

وذكر أن شرطة وارسو احتجزت 380 شخصاً لانتهاكهم الحظر المفروض على التجمعات في خضم الجائحة ولسلوكهم العدواني تجاه الشرطة. ونظم أصحاب شركات خاصة التظاهرة لدعوة الحكومة إلى التحرك بشكل أسرع لرفع القيود على الحياة الاقتصادية، على الرغم من وجود حظر على التظاهر. واستعملت الشرطة الغاز المسيل الدموع ضد مئات من المتظاهرين، قبل أن توقف عدداً منهم. وقال المتحدث باسم الشرطة سلفيستر مارجاك، إن ما جرى «تجمّع غير قانوني» في زمن انتشار الوباء.

في برن
المشهد نفسه تكرر قرب مقر الحكومة السويسرية في برن، إذ احتشد متظاهرون، احتجاجاً على تدابير مكافحة «كورونا». ويُمنع في سويسرا أيّ تجمّع يضم أكثر من خمسة أشخاص، وإن كان عفوياً.

لكن، منذ مطلع مايو، تزايدت الدعوات إلى التظاهر على غرار ما يحدث في دول أخرى، ونُظمت تظاهرتان سابقتان في برن. واعتبر المحتجون أن تدابير الإغلاق «تنتهك حقوقهم الأساسية»، وأوقفت الشرطة العشرات منهم. وفي زيوريخ، حاول نحو مئة شخص التظاهر قبل أن تفرّقهم الشرطة. وتجمّع في بازل أيضاً ما يقارب المئة فرد أمام مقر البلدية، ثم تفرّقوا، بعدما دققت الشرطة في هُويات بعضهم.

حرية الإصابة
وكانت مجموعات من المحتجين قادت في 21 أبريل الماضي في جميع أنحاء الولايات المتحدة سلسلة احتجاجات صغيرة، كانت تحمل عنوان «أعيدوا فتح أمريكا». واستهزأ المحتجون بإرشادات التباعد الاجتماعي أثناء حملهم بنادق نصف آلية بشكل علني، وقيامهم بالتلويح بالأعلام الأمريكية. وقاموا بإطلاق هتافات تدعو إلى احتجاز النساء الديمقراطيات، وطرد كبار خبراء الأمراض المعدية من الولايات المتحدة.

وفي مرحلة ما من الاحتجاجات التي نظمت أمام مبنى الكابيتول في ميشيغان، عرقلت المجموعة المحتجة طريق سيارة إسعاف متجهة في طريقها إلى مستشفى قريب.

Email