الإنترنت يخفّف على المسنين وحشة العزل

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل بدء تدابير العزل في بريطانيا، لم تكن باميلا كوكس، قد أجرت أي عملية مصرفية أو مشتريات عبر الإنترنت، إلّا أنّ المتقاعدة السبعينية باتت على غرار كثير من أترابها جزءاً من جيل جديد من مستكشفي الإنترنت لمكافحة الملل في فترة الحجر.

شهد الحي الذي تقطنه كوكس في بركنهيد في شمال إنجلترا، الأسبوع الماضي، وفي الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لانتصار الحلفاء، حفلة صغيرة شارك فيها مجموعة أشخاص كل أمام باب منزله عبر تطبيق «واتساب».

وتقول السكرتيرة السابقة: «تخيلوا لو حصل هذا الحجر قبل سنوات، لكان الوضع كارثياً، غير أن التكنولوجيا اليوم مذهلة، لقد تعلمنا الكثير في الأسابيع الأخيرة»، متحدثة عن تمضيتها جل وقتها في اتصالات الفيديو مع أحفادها الثلاثة، إضافة إلى متابعة القداسات عبر الإنترنت، ودفع الفواتير وابتياع الحاجيات إلكترونياً بفضل صفحة تابعة لبقّال مجاور على «فيسبوك».

وتعزو كوكس الفضل في هذه الخبرة الجديدة التي اكتسبتها إلى شركة «وي آر ديجيتال» الاستشارية التي تعمل لحساب مصرف «لويدز» لمساعدة الزبائن الأكبر سناً على التكيف مع خدمات المصارف الإلكترونية.

وتعمل الشركة مع الحكومة لمساعدة الأشخاص ذوي الدخل المحدود في الحصول على مخصصاتهم.

ويشير المدير العام للشركة ماثيو آدم إلى أن الإقصاء الرقمي مشكلة صارخة أكثر من أي وقت مضى، مضيفاً: «نشهد طلباً على خدماتنا أكثر من أي وقت مضى، من الشركات إلى السلطات المحلية، كما يسجل اهتمام بالأشخاص الأكثر ضعفاً من الحكومة ووزارة الخزانة».

وتعد شركات مثل «وي آر ديجيتال» بإدخال العالم الرقمي إلى يوميات المسنين الذين قاوموا طويلاً موجة الهواتف الذكية والتطبيقات والخدمات الإلكترونية. ويلفت ماثيو آدم، إلى أن هذا الأمر يقوم أساساً على استقطاب هذه الفئة السكانية من خلال تقديم ما يهمها.

ويضيف: «ثمة رجل مسن على سبيل المثال كان مولعاً بالتاريخ وأراد معرفة المزيد عن خدمته العسكرية خلال الحرب، وعرضنا أمامه طريقة الحصول على مثل هذه المعلومات».

وشجّع الحجر المنزلي على تسريع استخدام وسائل الاتصال الرقمي، لاسيّما بعدما علّم الشباب كبار العائلة طريقة استخدام تطبيقات مثل «زوم» و«سكايب» للبقاء على اتصال رغم التباعد.

وشجعت إيزابيل ألسينا-رينولدز وهي مخرجة في لندن، جدها على استخدام جهاز الكمبيوتر في غير لعبة «سكرابل» أو قراءة الرسائل الإلكترونية. وهي حمّلت لهذه الغاية «زوم» ووضعت الجهاز بعد تعقيمه أمام دار المسنين الذي ينزل فيه مع إرشادات مكتوبة عن طريقة الاستخدام.

Email