أوروبا تراهن على «الوعي» في مواجهة «كورونا»

الإسبان يرتادون المقاهي عقب تخفيف إجراءات العزل | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لجأ العديد من الدول الأوروبية، إلى الخروج من قيود الحظر تدريجياً، ما يطرح تساؤلات حول تأثر نسب الإصابات بالقارة العجوز بتلك الإجراءات، في الوقت الذي يظل الرهان على «وعي الناس»، واتباعهم التدابير الوقائية، والإرشادات الصحية المعروفة للوقاية من فيروس كورونا.

ويسعى كثير من الدول إلى التعايش مع الفيروس، كجزء من نمط الحياة الطبيعية، خلال الفترة المقبلة، في ظل عدم التوصل للقاح ينهي خطر الجائحة بشكل كامل حتى الآن، وبالتالي، بدأت بإعادة فتح الاقتصاد بشكل تدريجي، واستعادة الحياة لطبيعتها، لإيقاف نزيف الخسائر الاقتصادية التي خلفتها فترات الحظر والإغلاق، مع التشديد على الإجراءات الوقائية.

بينما يتبنى بعض الأطباء المختصين، وجهات نظر أكثر تشاؤماً، لجهة رفض إجراءات التخفيف، على اعتبار أن ذلك يعرض الناس لمزيدٍ من احتماليات الإصابة بالفيروس، حتى مع التعويل على التزامهم التدابير الوقائية. ويرون أن عودة الحياة لطبيعتها تدريجياً، في ظل عدم التوصل للقاح ينهي خطر «كورونا»، من شأنه تهديد تلك الدول بإصابات أكبر، ومخاطر أكثر تكلفة، من تكلفة تعطيل بعض القطاعات الاقتصادية.

الرهان عادة ما يكون على «وعي الناس»، بالتزام سبل الوقاية المعروفة، ومن ثمّ فمسألة مدى انعكاس ذلك على نسب الإصابات، يرتبط ارتباطاً مباشراً بمدى التزام الناس إجراءات الوقاية. هذا ما يؤكده نقيب المهن العلمية في مصر د. عبدالستار المليجي، في تصريح لـ«البيان»، شدد خلاله أن «كورونا» يُمكن الوقاية منه باتّباع الإرشادات الصحية والوقائية، من المحافظة على ارتداء الكمامات، وغسل وتعقيم الأيدي والملابس، وعدم الاختلاط بكثافات عالية.

نظرة متفائلة

وهو ما يؤكده أيضاً، أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب جامعة الزقازيق، د. أحمد شاهين، الذي يتبنى نظرة متفائلة بخصوص موعد انتهاء الجائحة، إذ يعتقد أن منحنى انتشار الفيروس حول العالم، سيبدأ التراجع قبل نهاية مايو الجاري، سواء كان ذلك متعلقاً بدرجات الحرارة، أو إصابة الفيروس للأهداف السريعة، ومن ثمّ ينحدر معدل الإصابات، وتعود الحياة تدريجياً إلى وضعها الطبيعي في الفترات المقبلة، مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية أيضاً، وهذا ما بدأت تطبيقه فعلياً دول أوروبية منذ أسابيع قليلة.

ولفت في تصريحاته لـ«البيان»، إلى أن تخفيف الإجراءات في أوروبا، يتماشى مع نظام تباعد اجتماعي صارم، ووعي الأوروبيين بضرورة اتخاذ التدابير الاحترازية.

ولكنّ الرهان على اتباع الناس سبل الوقاية ليس كافياً، في تقدير أستاذ علم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث بمصر، د. محمد أحمد، الذي يقول لـ«البيان»، إن الخروج بشكل كامل من قيود الحظر، يعني تعريض الناس في كل وقت للفيروس «صحيح أن اتباع سبل الوقاية وارتداء القناع أمور مهمة، ولكنها تقلل فقط من احتمالية الإصابة بالفيروس، ولكن «كورونا» موجود، ويهدد الناس في كل مكان، ولا سيما في مناطق الاختلاط، التي تشهد كثافات».

ويرى أن «النظرة الآن صارت اقتصادية وسياسية بحتة، ذلك أن الدول الأوروبية الآن، تراقب أثر انتشار الفيروس بعد الخروج تدريجياً من قيود الحظر، في الاقتصاد والسياسة، مقارنة بحجم الخسائر الناجمة عن انتشاره فعلياً من قبل.. الأمر صارت له توازنات صعبة، في ظل انتظار العالم لقاحاً يقضي على خطر الوباء».

Email