الباحثون يدعون للحذر بعد النتائج الواعدة لدواء حرقة المعدة على مرضى كوفيد-19

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر علماء أمريكيون من أن النتائج التي خرجت بها دراسة بحثية أخيراً، والتي تفيد بأن المرضى الذين تلقوا دواء حرقة المعدة "فاموتيدين" لمكافحة "كوفيد-19" أثناء وجودهم في المستشفى، كانت فرص نجاتهم على الأرجح أعلى مرتين من غيرهم، لكنها لا تزيل الغموض حول ما إذا كان المرضى تحسنوا فعلاً بسبب الدواء أو أن ذلك حصل من قبيل الصدفة.

وكانت شبكة تلفزيون "سي إن إن" الأميركية قد نقلت عن المؤلف المشارك في الدراسة، والذي يعمل في خدمة الرعاية الصحية "نورثويل هيلث" في نيويورك، جوزيف كونيغليارو، قوله: "بناء على ما تعلمناه من هذه الدراسة، كان الأمر مشجعاً، وكان الارتباط مقنعاً بالفعل".  

ووفقاً للدراسة، تم اعطاء 84 مريضاً "فاموتيدين" في مقابل 1536 لم يمنحوا الدواء، فجاءت النتائج للفئة الأولى بمعدل وفيات أو خضوع لجهاز التنفس بنسبة 8-10% مقابل 22% لمن لم يُمنحوا الدواء. يذكر أن هذا الدواء موجود في السوق منذ ما يقرب من 40 عاماً، وفيه مكون نشط في علاج حرقة المعدة معروف باسم " بيبسيد".

وأفاد المؤلفون المشاركون في الدراسة في مركز ايرفينغ الطبي لجامعة كولومبيا أيضاً: "بالمقارنة مع باقي المرضى، فإن أولئك الذين تلقوا "فاموتيدين" كانت فرصة تراجع خطر الوفاة أو الخضوع لجهاز التنفس بنسبة أكثر من مرتين".

لكن الدراسة لا تبرهن أن الدواء أدى الى تراجع في معدل الوفيات، فمن الممكن أن يكون الأمر عبارة عن صدفة.

وكتب مؤلفو الورقة: "هذا مجرد رابط، وتلك الاستنتاجات لا ينبغي تفسيرها لتعني ان فاموتيدين يحسن نتائج المرضى الذي أُدخلوا المستشفى لإصابتهم بكوفيد-19".

وكانت الدراسة قد صدرت على خادم لجامعة ييل، وهذا يضم مقالات لم تتم مراجعتها من قبل العلماء.

وقال كونيغليارو في " نورثويل" إنه يدرك بأن الأطباء ربما سيباشرون في وصفه للمرضى بفيروس كورونا، قبل صدور نتائج الاختبارات السريرية، لكنه لا يوصي بذلك.

وأضاف : "سأحذر حقاً ضد ذلك. فتناول فاموتيدين قد يمنحهم احساساً زائفاً بالأمان"، فقط التجارب السريرية حيث المرضى بشكل عشوائي يخصص لهم فاموتيدين وتتم دراستهم، يمكنه تحديد ما إذا كان الدواء يعمل فعلاً ضد فيكوفيد-19.

وكان كل من "نورثويل هيلث" وجامعة كولومبيا يجري تجارب سريرية على بعض المرضى الذين يأخذون فاموتيدين بالوريد بجرعة تسع مرات أكثر مما يعطى لحرقة المعدة، فيما يتلقى آخرون علاجا وهمياً.

وأكد كونيغليارو الذي يجري التجربة أن النتائج الأولية من المرجح أن يعلن عنها في الأشهر القليلة المقبلة.

ووفقا لـ "سي إن إن"، كان أطباء "نورثويل" قد قرروا دراسة "فاموتيدين" لسببين. أولاً لان دراسة نمذجة كمبيوتر أظهرت بان آلية فاموتيدين وطريقته في مكافحة حرقة المعدة والارتداد، قد يساعد أيضا ضد "كوفيد -19".

وثانياً، لأن اختصاصي الأمراض المعدية في مستشفى ماساشوستس العام، الدكتور مايكل كالاهان، عمل مع مرضى فيروس كورونا في الصين، ولاحظ أن المرضى من أصحاب الدخل المنخفض الذين يعانون من حرقة في المعدة كانوا يعيشون لفترة أطول من نظرائهم الأثرياء الذي لديهم حرقة بالمعدة والميالين إلى دواء أكثر غلاء.

فإذا نجح، قال كالاهان، سيكون من السهل استخدامه على نطاق واسع، فهو دواء "عام ومتوفر وغير مكلف".

Email