مفاجأة.. كورونا سينحسر حسب الموقع الجغرافي لكل دولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ّذكرت دراسة أمريكية أنه خلافاً للتنبؤات الخاطئة فإن فيروس «كورونا» المستجد، سيبقى معنا لفترة طويلة.

سيستمر الوباء في العالم في المستقبل القريب قبل أن يضمحل. لكن، تبعاً للموقع الجغرافي والسياسات المعتمدة في كل منطقة، سيظهر الوباء أبعاداً وديناميات مختلفة عبر المكان والزمان. وثمة تشابه بين توقعات الأرصاد الجوية ووضع نماذج بيانية لتطور المرض.

وقال اختصاصي علم الأوبئة المعدية في جامعة هارفرد مارك ليبسيتش لصحيفة «نيويورك تايمز»: «لا يمكن تحديد الوقت بالضبط الذي سيرافقنا فيه الفيروس، ربما سيكون على مدى أشهر أو بضع سنوات»، مشيراً إلى أنها «ليست مسألة تجاوز الذروة، كما يعتقد بعض الناس».

ويستنتج المؤلفون أنه مهما تحقق في الواقع الحالي (بافتراض تدابير التخفيف المستمرة، ونحن ننتظر لقاحاً)، «يجب أن نكون مستعدين لمدة 18 إلى 24 شهراً أخرى من نشاط Covid-19، مع ظهور النقاط الساخنة بشكل دوري في مناطق جغرافية متنوعة».

وأضاف «لن تكون جولة واحدة من التباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس وأماكن العمل، والحد من أحجام التجمعات، وإغلاق متفاوت الشدة، كافية على المدى الطويل». وقال: «لفهم الموضوع بشكل أفضل قد يكون من المفيد، تصور الوباء كموجة فردية، موجة تستمر في التدحرج والتدحرج حتى تفقد قوتها بعد مسافة طويلة».

 وقال سيستمر الوباء في العالم في المستقبل القريب قبل أن يضمحل. لكن، تبعاً للموقع الجغرافي والسياسات المعتمدة في كل منطقة، سيظهر الوباء أبعاداً وديناميات مختلفة عبر المكان والزمان. وثمة تشابه بين توقعات الأرصاد الجوية ووضع نماذج بيانية لتطور المرض.

وأشار ليبسيتش إلى أن المجالين يمثلان توصيفات رياضية عن طريقة عمل منظومة معينة، كما خلال الاعتماد على البيانات الفيزيائية والكيميائية في حالة توقعات الطقس، وعلى السلوكيات وعلوم الفيروسات والأوبئة في حال النماذج المتعلقة بتطور الوضع الوبائي.

في الأثناء، تفصل دراستان حديثتان من مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، والأخرى من مدرسة تشان للعلوم مجموعة متنوعة من الأشكال التي قد تتخذها الموجة الوبائية في الأشهر المقبلة.

يصور السيناريو الأول موجة أولية من الحالات (وضعنا الحالي) يتبعها هبوط وصعود تشبه «القمم والوديان» وستتقلص تدريجياً على مدار عام أو عامين.

ويفترض السيناريو الثاني أن الموجة الحالية ستتبعها «ذروة سقوط» أكبر، ربما ستكون في الشتاء، مع موجات أصغر بعد ذلك على غرار ما حدث خلال جائحة إنفلونزا 1918-1919. ويظهر السيناريو الثالث موجة ربيعية مكثفة يليها «حرق بطيء» مع حالات صعود وهبوط أقل وضوحاً.

وفي الدراسة الثانية، التي نشرتها «سي إن إن» ألقى فريق هارفرد نظرة فاحصة على سيناريوهات مختلفة من خلال محاكاة ديناميكيات الانتقال باستخدام أحدث بيانات «Covid-19» ومن الفيروسات ذات الصلة.

ونقل المؤلفون النتائج في سلسلة من الرسوم البيانية التي تصور مستقبلاً متموجاً مشابهاً يتميز بالهبوط والصعود (قمم ووديان) وترسم صور مختلفة بطريقة انتشار المرض وطرق مكافحته.

ففي حال اعتماد التباعد الاجتماعي الذي يجب أن يعتمد عندما يصل عدد حالات Covid-19 إلى معدل انتشار معين في السكان، على سبيل المثال، 35 حالة لكل 10000، على الرغم من أن العتبات سيتم تحديدها محلياً، ويتم رصدها باختبارات واسعة النطاق.

ويتم إيقافه عندما تنخفض الحالات إلى عتبة أقل، ربما 5 حالات لكل 10000 لأن الحالات الحرجة التي تتطلب الاستشفاء لا تعني الانتشار العام، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى منع نظام الرعاية الصحية من الإرهاق.

أما اعتماد سياسة «مناعة القطيع» فهي تتحقق بعد إصابة 55 في المئة من السكان، ومستوى المناعة التي ستكون ضرورية للمرض لوقف انتشاره بين السكان من دون اتخاذ تدابير أخرى.

Email