تحوّر «كورونا» يفجّر سجالاً بين العلماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشعل موضوع تحور فيروس كورونا، سجالاً بين العلماء والباحثين حول العالم، ففي وقت حدد باحثون أمريكيون، طفرة في الشفرة الوراثية للفيروس، تشبه التغيرات التي شهدها العلماء في فيروس سارس المنتمي للعائلة ذاتها، عندما تفشى في العام 2003، شكك علماء اسكتلنديون في صحة دراسات سابقة قالت إن الفيروس تحور إلى 30 سلالة. ولاحظ باحثون في جامعة أريزونا الأمريكية، اختفاء 81 حرفاً في جينوم «كورونا»، بما يمكن أن يغير سلوكه ويجعله أشد أو أقل ضراوة، لكن المؤشر الجيد في الدراسة، هو أن طفرة مشابهة طرأت على فيروس سارس قبل سنوات، وأضعفت قدرته على الانتشار بين البشر.

تركيب جيني

ونجح الفريق في التعرف إلى التركيب الجيني لفيروس كورونا، بتحليل مسحات أخذت من بعض المرضى، مما سمح لهم بتحديد نحو 30 ألف حرف من شفرته الوراثية.

وبمطابقة هذه النتائج الجديدة مع تسلسل جيني مكتشف سابقاً للفيروس ذاته، اكتشف الباحثون اختفاء 81 حرفاً جينياً، وفقاً لما نشرته صحيفة «جورنال أوف فايرولوجي» الطبية الأمريكية. وقال الأستاذ المساعد في كلية علوم الحياة بجامعة ولاية أريزونا، رئيس فريق البحث، إفريم ليم، إن هذه الطفرات ذات أهمية كبيرة لأنها حدثت لفيروس «سارس» وقللت من قدرته على الانتشار. وقد تساعد هذه الطفرات على فهم فيروس كورونا بشكل أفضل، كما قد تسهم في تطوير أدوية أو لقاحات مضادة له، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات.

تشكيك

في المقابل، شكك علماء اسكتلنديون في صحة دراسات سابقة قالت إن فيروس كورونا الذي يجتاح العالم منذ أشهر، تحور إلى 30 سلالة بعضها أشد شراسة. وقال باحثون من جامعة «جلاسكو»، إنه لا يوجد دليل على أن الفيروس قد تحور إلى سلالات أشد شراسة، مؤكدين أن هذه المزاعم «لا أساس لها من الصحة»، ولا توجد سلالة من الفيروس المنتشر حالياً أكثر أو أقل قوة من غيرها. وجاء حديث علماء جامعة «جلاسكو»، رداً على قول باحثين من جامعة شيفيلد البريطانية، ومختبر في نيو مكسيكو، الثلاثاء الماضي، أن سلالة فيروس «كوفيد 19» المنتشر في أوروبا أحدث وأشد عدوى من نظيرتها الموجودة في الصين، كما وجدت دراسة تمولها الحكومة البريطانية، نشرت الثلاثاء، أن ما لا يقل عن 12 سلالة مختلفة من الفيروس كانت تنتشر في أنحاء المملكة المتحدة منذ مارس الماضي.

أمر متوقع

وأقر الباحثون الاسكتلنديون، بأنهم اكتشفوا آلاف الطفرات، لكنهم قالوا إنها كانت صغيرة للغاية لدرجة أن هذا «طبيعي ومتوقع»، موضحين أنّ التغييرات ليست كبيرة بما يكفي للتأثير على سلوك الفيروس المسمى «سارس كوف 2» ولا تقدم أي دليل على وجود سلالات مختلفة، ما قادهم إلى استنتاج أن هناك نوعاً واحداً فقط من الفيروس المنتشر حاليا.

Email