الطوارئ الصحية تعزّز قيم التسامح حول العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم التباعد الاجتماعي الإجباري في فرنسا، إثر الانتشار الكبير لفيروس كورونا منذ فبراير الماضي، وفرض حالة الطوارئ الصحية الإجبارية منذ منتصف مارس حتى 24 يوليو المقبل، إلا أن التقارب الإنساني زاد بشكل ملحوظ.

يقول أنطوان فابيان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ليون، ورئيس معهد باريس للدراسات الاجتماعية، لـ«البيان»، إن حالة العزلة الإجبارية التي طالت الجميع بلا استثناء في فرنسا والعالم، إثر انتشار الفيروس لم تفرّق بين الطبقات أو الأشخاص، بل خلقت حالة توحد في المشاعر، وإحساساً متبادلاً، تحت وقع المساواة في التهديد، وجعلت فكرة أن «النجاة والهلاك مصير جماعي» تترسخ في ذهن الجميع، ومن هنا وُلد السلوك الطبيعي بالتضامن الجماعي، فبدأت العائلات «المتجاورة» تسأل عن بعضها وتتضامن، وهذا ينطبق على جميع الدول التي خضعت للعزل.

وترى أليزي ريفيلي، أستاذة علم النفس العام في جامعة السوربون، أن تغيير السلوك على المستوى الفردي ليس أمراً سهلاً، بل يحتاج جهداً كبيراً.

فما بالنا بالسلوك العام، الأمر كان شبه مستحيل، لاحظنا آفات سلوكية واجتماعية عديدة طرأت على المجتمع الفرنسي والأوروبي مؤخراً، مثل الإسلاموفوبيا، والتمييز العرقي، واضطهاد الأقليات، كنا نحاول التصدي لها بالطرق العلمية التقليدية، وبذلت الدولة جهوداً كبيرة لمواجهتها بالتثقيف والتنوير، ولم تحقق نتائج ملموسة مقارنة بالجهد، وبعد أزمة كورونا، تحول كل شيء بشكل عفوي، وتبدّلت الكثير من الأفكار.

Email