أمريكا تدعم اتهاماتها للصين بـ«أدلّة هائلة»

شكوك دولية دولية حول رواية الصين خروج فيروس «كورونا» من سوق للمأكولات البحرية في ووهان | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاعل الجدل مجدّداً حول منشأ فيروس كورونا، إذ أعادت واشنطن الاتهامات ذاتها للصين بخروج الوباء من مختبر ووهان، مرفقة الاتهامات الجديدة بما أسمته كماً هائلاً من الأدلّة، وفيما انقلب المزاج الأوروبي تجاه بكين من المديح إلى الشكوك حول استجابتها للفيروس القاتل، أقدم معهد ووهان فجأة على حذف صور لعلماء كانوا يفحصون عينات من الخفافيش من موقعه الإلكتروني.

وأكّد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وجود عدد هائل من الأدلّة على أن مصدر وباء كورونا هو مختبر في مدينة ووهان الصينية. وقال لشبكة «ايه بي سي»، إن «هناك عدداً هائلاً من الأدلة يشير إلى أن هذا هو مصدره»، رافضاً التعليق على فرضية أن نشره كان متعمداً.

وأوضح بومبيو، أنه يتفّق مع تصريح مجتمع الاستخبارات الأمريكية الذي ينسجم مع التوافق العلمي الواسع بشأن مسألة أن الفيروس ليس من صنع البشر ولا معدلاً جينياً.

وأضاف: أعتقد أن بإمكان العالم بأسره أن يرى الآن ويتذكر أن لدى الصين تاريخاً في نقل العدوى إلى العالم وتشغيل مختبرات غير مستوفية للمعايير، مشيراً إلى أنّ المحاولات الصينية للتقليل من أهمية الفيروس ترقى إلى محاولة شيوعية كلاسيكية للتضليل، ما تسبّب في خطر هائل.

حذف صور

وفي وسط عواصف الجدل المحتدم، قرّر معهد ووهان للفيروسات في الصين، حذف صور لعلماء كانوا يفحصون عينات من الخفافيش، من موقعه الإلكتروني.

وتكشف الصور، الافتقار إلى الإجراءات الوقائية اللازمة داخل المعهد، إلا أن حذف هذه الصور مؤخراً، ومن بينها واحدة تظهر باحثاً من دون كمامة وجه، بدا، في نظر مختصين أمريكيين، مريباً بعض الشيء في ظل الظروف الحالية.

كما أزال الموقع الإلكتروني الخاص بالمعهد، جميع الأخبار المتعلقة بزيارة ريك سويتزر، خبير العلوم والتكنولوجيا في السفارة الأمريكية في بكين، للمعهد في مارس 2018، الذي حذر من ضعف إجراءات السلامة داخله.

تحوّل مزاج

في السياق، انقلب المزاج الأوروبي نحو الصين خلال وقت وجيز، فبعد أن انهالت الكثير من الدول بالمديح على بكين، لوقوفها معهم في أزمة «كورونا»، بدأ الحماس يخبو، مع ظهور شكوك حول استجابة الصين للفيروس القاتل، فقبل وقت قصير، وتحديداً أواخر مارس، ظهرت لوحات إعلانية تحمل صورة الرئيس الصيني شي جين بينج في صربيا، ومعها رسالة باللغتين الصربية والصينية، مكتوب فيها: «شكراً لك أيها الأخ شي».

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل نشر وزير الخارجية الإيطالي، مقطع فيديو على صفحته في «فيسبوك»، عن وصول الإمدادات الطبية الصينية إلى إيطاليا، بعد أن تخلفت الدول الأوروبية في البداية عن تلبية طلب روما بالمساعدة، فيما ارتفعت نسبة الإيطاليين الذين قالوا إنهم يعتبرون الصين صديقاً لبلادهم، من 10 في المئة في يناير، إلى 52 في المئة في مارس، وفق معهد «إس دبليو جي» لاستطلاعات الرأي.

شيئاً فشيئاً، بدأت حملة الدعاية التي أطلقتها بكين، التي استهدفت الجمهورين المحلي والخارجي، وتأكيدها على تلقي الثناء الشعبي من قادة أجانب، تُفسد العلاقات، مع ظهور شكوك حول استجابة الصين للفيروس.

ويقول منتقدون، إن بكين ترغب في التغطية على سوء تعاملها مع التفشي في مراحله المبكرة، مع انتشار الفيروس من ووهان، واتهموها بالإبلاغ عن أرقام أقل من الأرقام الحقيقية بشأن الإصابات والوفيات، ليشتد لهيب الانتقادات، أن عدّلت ووهان عدد المتوفين، بنسبة 50 في المئة إلى 3800.

وقوبل هذا التعديل بانتقاد من القادة الأوروبيين.

Email