«كورونا» يفرض طقوساً جديدة في عيد العمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

اضطرّ متظاهرون حول العالم لتقليص حجم تجمّعاتهم، أمس، بمناسبة عيد العمّال جرّاء تدابير الإغلاق المفروضة للحد من تفشي فيروس «كورونا»، بينما نقل البعض المناسبة إلى منصات الإنترنت، في حين أصرّ آخرون على النزول إلى الشوارع مرتدين أقنعة واقية.

وجرت عمليات توقيف في الفلبين وتركيا، حيث نظم العشرات وقفات احتجاجية، إلا أن معظم التجمّعات التي تم تنظيمها في عيد العمّال غير التقليدي هذه السنة مرّت دون حوادث.

ويشارك عادة الملايين في المناسبة التقليدية السنوية للحركة العمّالية التي تشهد مسيرات صاخبة في الشوارع تتخللها أحيانا مواجهات مع قوات الأمن. لكن في وقت فرضت معظم الدول قواعد صارمة للتباعد الاجتماعي للحد من تفشي الفيروس، فضّل قادة الحركات العمّالية تأجيل التجمّعات أو نقلها إلى الإنترنت.

فوضى تاريخية

ولعل الأول من مايو، يحمل أهمية أكبر هذا العام بعدما زجّ تفشي (كوفيد 19) بالاقتصاد العالمي في حالة فوضى تاريخية وتسبب بتسريح أعداد غير مسبوقة من العمال من وظائفهم، بينما حوّل بعض العمال الذين تعد أجورهم بين الأدنى كالممرضين وجامعي القمامة والعاملين في متاجر بيع الأغذية وإيصال الطلبات إلى المنازل إلى أبطال.

وبينما لا تزال فرنسا تخضع لإجراءات الإغلاق، احتفل عمّالها بالمناسبة عبر القرع على الأواني والغناء من شرفات منازلهم والمشاركة في تظاهرات عبر الإنترنت.

أما في اليونان فشارك مئات العمال في مسيرة خارج البرلمان جرت تحت لافتة نقابة «بي إم أيه إي»، بينما عزفت فرقة صغيرة أغنية «بيلا تشاو» الإيطالية التقليدية.

ووضعت ملصقات حمراء اللون على الأرض لضمان الالتزام بترك مسافة آمنة، حيث ارتدى كثيرون أوشحة حمراء على وجوههم أو أقنعة تحمل عبارات تضامن مع العاملين في مجال الصحة. وكتب على بعضها: «لا يزال للأفواه المكمّمة أصوات». ولم تجر أي عمليات اعتقال رغم أن الحكومة أشارت إلى أن التجمّع انتهك إجراءات الإغلاق. أما في سويسرا فكان الاحتفال بعيد العمال العالمي من على الشرفات لافتاً مع قرع الأواني.

وجبات تقليدية

وفي فنلندا، شجعت السلطات الفنلنديين على نقل المناسبة إلى الإنترنت، إذ نظّمت عدة مطاعم في أنحاء العاصمة بثّاً مباشراً لدروس تتعلّق بكيفية مزج المشروبات، وقدّمت خدمة توصيل وجبات عيد العمّال التقليدية إلى المنازل.

وفي الفلبين، قالت الشرطة إنها اعتقلت ثلاثة أشخاص، في وقت طرقت مجموعات صغيرة من المتظاهرين أواني فارغة ورفعت لافتات تطالب الحكومة بتقديم مساعدات.

بدورها، دعت نقابات العمّال الإندونيسية، لتظاهرة عبر الإنترنت ضد مشروع قانون داعم للأعمال التجارية يهدف لتسهيل تسريح العمّال.

ونظّم اتحاد نقابات العمال الإندونيسية، حملات تبرّع لشراء أقنعة واقية لعمّال المصانع والطعام للأشخاص الذين تم تسريحهم من وظائفهم، جرّاء الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي «كورونا» المستجد.
وفي هونغ كونغ، انتشرت الشرطة مزودة بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، بعدما هدد الناشطون المدافعون عن الديمقراطية بتحدّي الحظر على التجمّع وإقامة تظاهرات، إلا أن معظم الشوارع بدت خالية.

Email