قصة خــــــبرية

ضحايا شائعة التخلي عن «كبار السن»

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشائعات والأفكار السوداوية أخطر من أي فيروس. قد لا يدرك مطلق الشائعة مدى خطورتها، يكتب كلماتها ببساطة من دون أن يدرك أنها قد تقتل من يتعرضون لها.

ستيف جبنياك، شاب فرنسي يعيش مع والدته بمفردهما في باريس، أصيبت والدته، كرستينا دوغاري، بفيروس كورونا قبل شهر، وبدلاً من التعامل مع الحالة وفق إرشادات وزارة الصحة والإبلاغ فوراً، أخفى الأمر عن الجميع، وقرر بمفرده أن يعالج والدته، ظناً منه أن والدته داخل المستشفى قد تعاني أو سيتركونها للموت، لتتفاقم حالة والدته بشدة، ويصاب هو أيضاً بالعدوى، وازداد الأمر سوءاً إلى أن اكتشفت خالته بالصدفة، فأبلغت مركز الطوارئ الصحية، ولكن كان البلاغ متأخراً، وتوفي ستيف ووالدته بعد وصولهما إلى المستشفى بساعات متأثرين بالفيروس، والشائعات والمعلومات المغلوطة التي دفعته لإخفاء إصابتهما.

تقول، ارفان دوغاري، شقيقة كرستينا دوغاري، إن ابن شقيقتها ستيف، علم يوم 17 مارس الماضي بإصابة والدته بالفيروس، كانت الأعراض ظاهرة عليها، حمى وسعال وألم في الصدر والعضلات، للأسف كان ستيف قد تشبع بمعلومات خاطئة مصدرها شبكات التواصل الاجتماعي، بأن كبار السن مثل والدته (66 عاماً)، يتم تركهم في المستشفى من دون أجهزة التنفس، لأن الأولوية للشباب، وأن غرف العناية الصحية في المستشفيات غير مجهّزة بالأطباء وطواقم التمريض، وأن الإهمال هناك قد يدفع المرضى للموت وأن هذا هو السبب وراء نسبة الوفيات المرتفعة.

كلها شائعات دفعته لأن يقرّر بعد تأكّده من إصابة والدته بالفيروس أن يتولى مهمة معالجتها في المنزل، بدافع حبه الكبير لها وخوفه عليها، لتنتهي قصة وفائه وحبه لوالدته بمأساة.

وتضيف، اعتمد في علاج والدته على المضادات الحيوية وأدوية مسكّنة وخافضة للحرارة، واستمر على هذا الحال إلى أن انتقلت العدوى إليه، واستمر في العناد والعلاج الذي قرّره هو من تلقاء نفسه، أو ربما من خلال معلومات قرأها على الإنترنت، فساءت حالتهما أكثر، وفي 31 مارس الماضي اتصل ستيف بي منهاراً وقال لي أمي فقدت الوعي، إنها تموت، نحن مصابان بـ«كورونا»، ولكنه طلب عدم إبلاغ الشرطة أو الطوارئ الصحية، فقط كان يطلب المشورة، تناقشت معه وقلت له إن ما يفعله خطر، كان مذعوراً ويخشى على والدته، كان يحبها جداً، ولكنه قتلها وقتل نفسه، كان يردّد كلاماً عبثياً مصدره «فيسبوك»، معلومات سطحية ساذجة. 

 

Email