الإغلاق يعدّل وتيرة التفشّي أوروبا

عدد قليل من المارة بساحة بيكاديللي في لندن التي تتوسطها صورة للملكة إليزابيث الثانية | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعدت مؤشرات تعافي دول ومناطق كانت بؤراً لتفشي فيروس كورونا، وذلك في ظل إجراءات عزل مشددة ما تزال قائمة في كافة البؤر، ما عدا مدينة ووهان التي تحررت، امس، بشكل كامل من الفيروس وتداعياته، وهو ما يمثل ضوءاً في نهاية نفق «كورونا»، مع ظهور معطيات حول إبطاء منحنى التفشي في أكبر ثلاث بؤر أوروبية (إيطاليا، إسبانيا، فرنسا).

وأكّدت الحكومة الإسبانية، أنّ الحياة قد تعود تدريجياً مع نهاية الشهر الجاري.

ثمار الإغلاق

و مع استمرار عدد الوفيات الناجمة عن فيروس «كوفيد-19» في الارتفاع في أوروبا، يبدو أن الإغلاق بدأ يؤتي ثماره عن طريق الحد من الضغوط على المستشفيات، ولكن نفحة الأكسجين هذه التي يحتاجها الطاقم الطبي لا تعني التراخي في مكافحة الجائحة، وفق ما يحذر الخبراء.

غير أن مؤشراً آخر بدا مشجعاً وهو استقرار عدد الحالات التي يتم إدخالها إلى العناية المركزة في البلدان الأوروبية الثلاثة الأكثر تضرراً (فرنسا، إيطاليا، إسبانيا)، الأمر الذي يجعل احتمال بلوغ ذروة الوباء أكثر مصداقية. وتقول الطبيبة ماريا خوسيه سييرا من مركز الإنذار الصحي الإسباني: «على الرغم من وتيرته البطيئة، بدأنا نلحظ قدراً من التراجع في الضغط في المستشفيات ووحدات العناية المركزة». وفي إيطاليا، واصل عدد مرضى العناية المركزة الانخفاض لليوم الرابع على التوالي، مع 106 مرضى أقل في غضون 24 ساعة.

ولوحظت الديناميكية نفسها في فرنسا، حيث تستمر الزيادة الصافية في عدد مرضى العناية المركزة في التباطؤ.

في منطقة رون على سبيل المثال، قال فيليب فانيمس، اختصاصي الوبائيات، والذي يعمل في مستشفى إدوارد هيريو في ليون «هذه مؤشرات صغيرة مشجعة تدعونا إلى التفكير في أننا نبطئ منحنى الوباء». ويقول أرنو بانوس، الباحث في المركز الوطني للأبحاث العلمية والمتخصص في النمذجة الحاسوبية، «يبدو أن الإغلاق إلى جانب التدبيرين الأساسيين الآخرين وهما عدم الاختلاط الاجتماعي وسلوكيات الوقاية الصحية، له تأثير على تفشي الوباء في البلدان الثلاثة».

ولكن في حالة التعجل والإسراع في تخفيف إجراءات العزل، فإن الخطر هو أن قفزة جديدة، وأن يعود المنحنى للارتفاع مرة أخرى. ويقول الخبير «توضح لنا النماذج أنه إذا قمت بمجرد وصولك إلى الهضبة (الذروة) بتخفيف الضغط، فإن الوباء سيرتد لأنك ستطلق في الخارج أشخاصاً كانوا محميين حتى ذلك الوقت وسيجدون أنفسهم على احتكاك مع الفيروس».

دعوات تريّث

شدّدت منظمة الصحة العالمية، أنّه وعلى الرغم من المؤشّرات الإيجابية الواردة من بعض الدول، إلا أنّه لا يزال من المبكر تخفيف الإجراءات الهادفة لاحتواء فيروس «كورونا». وقال مدير المنظمة لمنطقة أوروبا، هانز كلوغ: «ليس هذا الوقت المناسب لتخفيف الإجراءات، إنه وقت مضاعفة جهودنا الجماعية بمرتين أو ثلاث للتحرّك باتّجاه مكافحة الوباء بدعم كامل من المجتمع». وسارت بريطانيا على ذات التوجّه، مشيرة على لسان رئيس بلدية لندن، صادق خان، إلى أنّها ما زالت بعيدة تماماً عن رفع إجراءات العزل العام.

Email