«كورونا» يزرع الشوك في طريق خروج بريطانيا من أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في يونيو 2016، وافق ما يقارب 52 في المئة من البريطانيين، على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، دخلت بريطانيا منذ ذلك التاريخ، وحتى مطلع العام الجاري، مفاوضات شاقة، وانقسامات داخلية، لتحقيق رغبة مواطنيها في الخروج من الاتحاد الأوروبي، ما تسبّب في استقالة رئيسي الوزراء السابقين، ديفيد كاميرون، وتيريزا ماي، وإجراء الانتخابات العامة، والتي أفرزت بوريس جونسون رئيساً للوزراء، وبرلماناً جديداً، يسيطر عليه المحافظون الراغبون في مغادرة التكتل الأوروبي.

تحقّق الصعب، وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لتبدأ المرحلة الانتقالية لترتيب العلاقة المستقبلية بين لندن وبروكسل، مرحلة حُدد موعد نهايتها مع نهاية العام الجاري، وسط وعيد من رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بإتمام المغادرة دون اتفاق، إذا لم يتم التوصل لاتفاق تجاري في المرحلة الانتقالية ينضم العلاقة بين الطرفين.

تسبّب فيروس «كورونا»، الذي ضرب العالم مطلع العام، في إلغاء جولات المفاوضات بين طاقمي بريطانيا والاتحاد الأوروبي، الهادفة للتوصل إلى اتفاق تجاري، إذ أصاب الفيروس كبير المفاوضين الأوروبيين، ميشيل بارنيه، كما ظهرت أعراض الفيروس على كبير مفاوضي بريطانيا، ديفيد فروست، بينما يرقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في قسم العناية المركزة، بعد إصابته بالفيروس.

تعديل موعد

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه، هو شكل العلاقة المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، في ظل التوقّف الاضطراري لمفاوضات المرحلة الانتقالية. ويشير مستشار صحيفة إندبندنت، أحمد أبو دوح، في تصريحات لـ «البيان»، إلى أنّه لا يوجد اتفاق أو معاهدة تجيز خروج بريطانيا في نهاية العام، متوقعاً أن يلجأ القادة الأوروبيون لتعديل موعد انتهاء المفاوضات التجارية والمرحلة الانتقالية. وأضاف أبو دوح، أن التكنولوجيا نجحت في تغيير شكل طريقة التفاوض والدبلوماسية الدولية، الأمر الذي بدا جلياً في اجتماعات «G7» و«G20»، التي تمت عبر الفيديو كونفرانس، ولكنها تبقى عاجزة أمام تفاصيل التفاوض وإجراءاته العملية، التي لا غنى فيها عن اللقاء المباشر بين الموظفين والطواقم الفنية المسؤولة عن الوضع الميداني.

تغيرات قادمة

بدوره، قال حمزة علي من مركز تقدم للدراسات، إن الميزانية المالية التي كانت مخصصة للمفاوضات، اقتطعت وحولت لمواجهة انتشار فيروس «كورونا»، موضحاً أنّ شكل الاتحاد الأوروبي بعد انتهاء الوباء، من الممكن أن يتغير، لا سيّما بعد حالة الاستياء الكبير في إيطاليا وإسبانيا من تعامل التكتل الأوروبي معهما في مواجهة الأزمة، الأمر الذي يضع علامات سؤال أمام قدرة بروكسل على العودة إلى التفاوض مع لندن سريعاً. لم يكن أحد يتوقّع قبل انتشار فيروس «كورونا»، أن يتم التوصل إلى اتفاق تجاري في نهاية المرحلة الانتقالية، نظراً لصعوبة وتعقيدات الملف، إلّا أنّ المؤكّد الآن، أنّ العلاقة التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، لن تتغير مع نهاية العام الجاري.

Email