كاتينا.. شفاءٌ من كورونا على أنغام الغناء لجنين في الأحشاء
كاتينا تيودورو مع طفلها البيان
بعد ليال ملؤها السهر والحمى جراء إصابتها بفيروس كورونا، تستعيد كاتينا تيودورو الأمريكية المقيمة قرب شيكاغو ذكريات غنائها لجنينها الذي كان لا يزال بين أحشائها. داهم فيروس كورونا كاتينا «34 عاماً» في الثلث الأول من الحمل، عندما اكتشفت إصابتها أواخر مارس الماضي. تقول كاتينا: «شعرت بالفعل وكأنني سأموت، فلم أكن أقدر على التنفس، عانيت ضيقاً فيه، كنت أعرق ثم أشعر بقشعريرة، ثم أغرق في العرق مجدداً». تتذكر كاتينا كيف كانت تصلي وتدعو ألّا يؤثّر الفيروس على حملها، فيما كانت حريصة على مراقبة حملها ورصد أي تغيرات تطرأ عليها. وتشير إلى أنّ طبيب متابعة حملها طلب منها أن تتابع يومياً خوفا من أي عارض مجهول، مشيرة إلى أنّه ليس هناك الكثير من المعلومات.
عزلت كاتينا نفسها في غرفة بمنزلها بعد علمها بإصابتها، لم تتمكن من رؤية طفلها ذي الـ 20 شهراً إلى أن تعافت من المرض. لم تعد كاتينا الأخصائية في علاج أمراض الجهاز التنفسي، بعد لعملها، كانت قد أحست بالتمزق بين ضرورة رعايتها للمرضى، ورغبتها في حماية أسرتها، إذ إنّ خبرتها كانت مطلوبة للغاية في ظروف تفشي الوباء من التعامل مع أجهزة التنفس الصناعي والأوكسجين للمرضى المنكوبين بالفيروس.
مسؤولية مشتركة
تقول كاتينا: «كان تحدياً نفسياً رهيباً، كنت أريد المساعدة، لكن لدي جنين وطفل صغير يحتاج أن أرعاه». اضطرتها طبيعة عملها للاقتراب من الفيروس، وشعرت أنها تعرضت للعدوى من أحد المرضى. وفي مواجهة الخطورة العالية التي تتعرض لها حين تكون قرب أحد المرضى بالمستشفى، كانت تقوم بكافة الإجراءات الحمائية كارتداء القناع الطبي والقفازات وغير ذلك، لكنها أحياناً لم تكن تبالغ في تلك الإجراءات، لاسيّما بالنسبة للمرضى الذين لم تثبت بعد إصابتهم، إلّا أنّها شاهدت مؤخراً مريضة تموت بالفيروس، دون أن يُسمح لأقاربها بالدخول قرب سريرها خوفاً من إصابتهم بالعدوى. وقالت شاهدت ابناً وبنتاً يودعان أمهما من خلف نافذة المستشفى، لم يسمح لهما بدخول الغرفة لأنها ماتت بالفيروس. وتأثرت كاتينا بالشعور العميق بالمسؤولية المشتركة التي ظهرت في مواجهة تلك الأزمة الصحية، إذ لم تر كاتينا على مدار سنوات عمرها، العالم كله يمر بمثل هذه الأزمة، ويتعرض للخوف ويتكاتف سوياً، مشيرة إلى أنّ الأمر أشبه ما يكون بأحداث 11 سبتمبر 2001.
