العزل بدأ يؤتي ثماره.. لكن حذارِِ من التهاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع استمرار عدد الوفيات الناجمة عن فيروس (كوفيد-19) في الارتفاع في أوروبا، يبدو أن الإغلاق بدأ يؤتي ثماره عن طريق الحد من الضغوط على المستشفيات، ولكن نفحة الأكسجين هذه التي يحتاجها الطاقم الطبي لا تعني التراخي في مكافحة الجائحة، وفق ما يحذر الخبراء.

لقد تبخرت الآمال الخجولة التي عُقدت في الأيام الأخيرة إثر انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، بعد أن عادت للارتفاع ابتداء من الاثنين.

غير أن مؤشراً آخر بدا مشجعاً، وهو استقرار عدد الحالات، التي يتم إدخالها إلى العناية المركزة في هذه البلدان الأوروبية الثلاثة الأكثر تضرراً، الأمر الذي يجعل احتمال بلوغ ذروة الوباء أكثر مصداقية. وتقول الطبيبة ماريا خوسيه سييرا من مركز الإنذار الصحي الإسباني: «على الرغم من وتيرته البطيئة، بدأنا نلحظ قدراً من التراجع في الضغط في المستشفيات ووحدات العناية المركزة».

وفي إيطاليا، واصل عدد مرضى العناية المركزة الانخفاض الثلاثاء لليوم الرابع على التوالي. ولوحظت الديناميكية نفسها في فرنسا، حيث تستمر الزيادة الصافية في عدد مرضى العناية المركزة في التباطؤ. وقال وزير الصحة أوليفييه فيران، إن «هذا هو المعيار الأكثر أهمية، لأن هذا هو ما يضغط على مستشفياتنا».

في منطقة رون على سبيل المثال، قال فيليب فانيمس اختصاصي الوبائيات، والذي يعمل في مستشفى إدوارد هيريو في ليون، «يبدو أن الزيادة في عدد الحالات المؤكدة تتباطأ».

مؤشرات صغيرة

ويوضح البروفيسور فانيمس «هذه مؤشرات صغيرة مشجّعة تدعونا إلى التفكير في أننا نبطئ منحنى الوباء». ويقول أرنو بانوس، الباحث في المركز الوطني للأبحاث العلمية «يبدو أن الإغلاق إلى جانب التدبيرين الأساسيين الآخرين وهما عدم الاختلاط الاجتماعي وسلوكيات الوقاية الصحية، له تأثير على تفشي الوباء في البلدان الثلاثة».

وتقول كاثرين هيل، عالمة الأوبئة المتقاعدة التي تراجع يومياً منحنيات الوباء حول العالم: «هذا يقلل من نسبة الأشخاص المصابين بالعدوى». ويقول جان فرانسوا دلفريسي رئيس المجلس العلمي الفرنسي «لأننا بدأنا على وجه التحديد نلمس أولى الإشارات التي تدل على أن الاحتواء بدأ ينجح يجدر بنا أن نستمر في ذلك».

عامل الوقت

ويقوم السيناريو «المتفائل» على استقرار منحنى تقدم الوباء من أجل الوصول إلى «هضبة»، وهو مصطلح يُفضل غالباً على مصطلح «الذروة»، الذي يفترض انخفاضاً سريعاً، وهو أمر غير مرجّح. ويوضح أرنو بانوس: «إن الإغلاق يتيح الاستفادة من عامل الوقت»، وإذا استمر الالتزام بالإجراءات، فقد تميل هذه الهضبة في النهاية إلى الهبوط، ونحقق في النهاية «الفوز» في المعركة على الوباء، ولكن في حالة التعجل والإسراع في تخفيف إجراءات العزل، فإن الخطر هو أن نواجه قفزة جديدة، وأن يعود المنحنى للارتفاع مرة أخرى. ويكمن الخوف من أن يستدعي الكثير من التفاؤل التراخي، وعليه يحذر مفوض الحكومة الإيطالية لفيروس «كورونا» دومينيكو أركوري من «الأوهام»، لأننا ما زلنا بعيدين عن المخرج.

Email