الأمريكيون يتقاسمون المحنة في زمن «كورونا»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«نصف الأجر أفضل من فقد الوظيفة بالكامل»، شعار يغزو السوق الأمريكي حالياً، ويحمل معه بصيص ضوء في نهاية نفق المحنة التي سببتها جائحة كورونا. 10 ملايين أمريكي تقدموا لطلب إعانات البطالة من حكومتهم بعد إغلاق الآلاف من المصالح والأعمال والمحال التجارية على مدى الأسبوعين الماضيين، والطابور ما زال طويلاً، وأرباب الأعمال ما كان بيدهم حيلة أمام أوامر الإغلاق ونقص تدفق السيولة النقدية إلا تسريح الموظفين.

بعض المشرعين اقترحوا تدابير لتشجيع أصحاب الأعمال على تفادي «تشريد العمال»، من خلال تقديم القروض بشروط ميسرة لاستمرار دفع أجور العاملين وتخفيض الضرائب على مصروفات الأجور.

اقتسام العمل

وهناك برنامج غير معروف على نطاق واسع في النظام الاقتصادي الأمريكي الحالي لمواجهة البطالة، يمكنه تجنب فقد العمال لوظائفهم، ربما لم يسمع به معظم أرباب الأعمال والعمال الأمريكيين، وهو برنامج «اقتسام العمل» أو «التعويض قصير الأجل»، بحسب شارون بلوك الأستاذة بجامعة هارفارد الأمريكية، لكنه كان موجوداً ومطبقاً خلال أزمة «الكساد الكبير» في الولايات المتحدة الأمريكية أوائل القرن العشرين.

وفي كتاب بعنوان «سياسات مواجهة الفقر في أمريكا» الذي صدر قبل بضع سنوات، تحدث كل من ميليسا كيرني وبن هاريس عن برامج «اقتسام العمل» الذي لعب دوراً مهماً في مكافحة ارتفاع نسب البطالة في دول عديدة وفي أمريكا أيضاً. ويؤكد المراقبون أنه يمكن الاستفادة منه في الأزمة الراهنة.

20 ولاية

وبموجب هذه البرامج يمكن أن يعمل الموظف نصف ساعات العمل فقط، ويتقاضى نصف الأجر، ويعوض الباقي بإعانة البطالة. تلك البرامج تطبقها أكثر من 20 ولاية أمريكية، من كاليفورنيا لنبراسكا، بغض النظر عن الانتماءات الحزبية لحكامها.

ويرى تيري جيريستاين، الخبير بمعهد السياسات الاقتصادية الأمريكية أن هذه البرامج تساهم في استمرار عجلة الاقتصاد والوظائف، وفي نفس الوقت تخفيض العبء عن أصحاب الأعمال، كما أنها تخفف من حالات الضغوط النفسية والعقلية على العمال والأسر ككل بسبب فقدان الآباء والأمهات لوظائفهم كما تساعد الاقتصاد الوطني على العودة بسلاسة إلى حالته الطبيعية بعد انتهاء الأزمة التي ينبغي أن يتعاون الجميع في العمل على تجاوزها.

Email