أطباء على الخط الأمامي في حرب «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بالإضافة إلى كبار الأطباء المتخصصين الذين يعملون في الخطوط الأمامية للمعركة ضد كورونا، هناك أيضاً أطباء شباب في بداية حياتهم المهنية مثل شيا سي سي، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى جيانغبي في مدينة ووهان. يؤكد تقرير نشرته «قناة الصين العربية» أن شيا توفيت نتيجة لإصابتها بالفيروس. يقول زملاؤها: يحتمل أنها أصيبت بالفيروس في يناير عندما واصلت العمل بعد نوبة ليلية من أجل الاعتناء بمريض سبعيني كان يعاني من أعراض «كورونا».

وبعد خمسة أيام من ذلك، أصيبت فجأة بحمى، لتصل حرارتها إلى 38.9 درجة مئوية وشعرت بضيق في صدرها. تم إدخالها إلى المستشفى في ذلك اليوم، وفي غضون أيام قليلة خفّت أعراضها. لكنها في الوقت الذي استعدت للخروج من المستشفى والعودة إلى الخطوط الأمامية، ساءت حالتها مجدداً. فهرع زوجها وو شيلى الجراح في مستشفى بوآي في ووهان، إلى غرفة الطوارئ في الساعات الأولى من يوم 7 فبراير.

وصل مع توقف قلبها. قام الأطباء بإسعافها بينما دعا مدير المستشفى أخصائيين من أرقى المستشفيات للمساعدة.
تم إنعاشها بعد وضعها على جهاز أكسجة غشائية من خارج الجسم ثم نقلت إلى مستشفى جونغنان بجامعة ووهان، والمتخصص في العناية المركزة. لكنها بقيت في غيبوبة وتوفيت في 23 فبراير.

الخط الأمامي
لم يستطع زوجها تقبّل وفاتها. «لقد تعاهدنا بالقتال معاً في الخط الأمامي بعد تعافيها». وقد ارتبط الطبيبان في الجامعة وكانا معاً لمدة 11 عاماً. ولم يعرف وو ماذا سيقول لابنهما البالغ من العمر عامين. «يعتقد جيا باو أن والدته لا تزال تعمل في المستشفى».

وكتب والد شيا، الطبيب العسكري المتقاعد، في صفحته على «ويتشايت»: «ابنتي الجميلة، من الساعة 6:16 صباحاً اليوم، سيبقى عمرك 29 عاماً وتسعة أشهر و20 يوماً إلى الأبد. لقد فارقت ابنك اللطيف البالغ من العمر عامين وزوجك المحبوب ووالديك وعائلتك الذين يحبونك دائماً، إلى جانب مهنتك الطبية المفضلة لديك ومرضاك الذين يثقون بك».

توفي حتى الآن ما لا يقل عن 46 من المختصين الطبيين في الصين بسبب «كورونا»، وتوفي مئات آخرون من أفراد الأطقم الطبية حول العالم. وترك هؤلاء إرثاً من القوة في لحظات الحزن، مع حفاظهم على أقصى درجات المهنية والحرفية والتعاطف مع زملائهم والمرضى. لكن أرواحهم ستظل منارة لأولئك الذين يتطلعون إلى اتباع خطاهم، مثل «ليو يانغ»، وهي الآن طالبة طب في السنة الأولى في الجامعة نفسها التي تخرج فيها والدها ليو تشي مينغ.

 

Email