كيف تمكنت تايوان القريبة من الصين السيطرة على كورونا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كيف تمكنت حكومة تايوان من السيطرة على فيروس كورونا المستجد، في وقت كانت تلك الجزيرة، وفقاً لدراسة أعدتها جامعة جون هوبكنز في يناير، بين المناطق الأكثر عرضة للخطر خارج البر الصيني، بسبب قربها الوثيق وعلاقاتها ووسائل النقل بينها وبين البر الصيني؟

يشير تقرير لشبكة تلفزيون "سي إن إن" الأميركية، إلى أنه في 25 يناير، فيما كان العالم يتنبه للخطر المحتمل لتفشي الفيروس، سجلت كل من استراليا وتايوان، وكلاهما بعدد سكان 24 مليون نسمة، أربع إصابات. وفيما الجزيرتان تضعان قيوداً صارمة على عبور الحدود، وكلاهما بروابط تجارية مع الصين، ظهرت 5 آلاف إصابة مؤكدة في استراليا بعد أسبوعين من تفشي الوباء، في مقابل أقل من 400 حالة في تايوان. وبالعودو لأراقام الإحصاءات الأخيرة، فإن عدد الإصابات في تايوان يقدر حتى تاريخ 5 أبريل بنحو 363 حالة إصابة و5 وفيات، مقابل 5687 حالة إصابة في أستراليا و34 حالة وفاة.

أما سبب سيطرة تايوان على الفيروس فيعزوها التقرير إلى الدروس المستفادة من تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" عام 2003، حيث كانت تايوان بين المناطق الأكثر تضرراً إلى جانب هونغ كونغ وجنوب الصين، مع عزل أكثر من 150 ألف شخص في الجزيرة، ووفاة 181 شخصاً. وقد أرسل موجات صادمة قوية عبر معظم أنحاء آسيا ملقياً بظلاله على كيفية الاستجابة لتفشي المرض مستقبلاً، وهذا ساعد أجزاء عدة في المنطقة للاستجابة بشكل أسرع لتفشي الفيروس التاجي المستجد، والتعامل مع الخطر بجدية أكبر مقارنة بغيرها، سواء على المستوى الحكومي أو المجتمعي، مع ضبط الحدود وتحول ارتداء الكمامات روتيناً بسرعة في وقت مبكر من يناير في العديد من الحقول.

عوضاً عن ذلك، تمتاز تايوان بنظام رعاية صحي من الطراز العالمي، مع تغطية صحية شاملة. ومع بدء ظهور أخبار الفيروس التاجي من مدينة ووهان قبل عطلة السنة القمرية الجديدة، تحرك المسؤولون في مركز قيادة الصحة الوطنية التايواني، وهو المركز الذي تم إنشاؤه في أعقاب تفشي "سارس"، للاستجابة السريعة لأي تهديد محتمل، حسبما أفاد تقرير صدر حديثاً في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (جاما).

المؤلف المشارك في الدراسة، جيسون وانغ، وهو طبيب تايواني وأستاذ مشارك في طب الأطفال بجامعة ستانفورد قال إن: "تايوان اتخذت ونفذت على وجه السرعة لائحة من 124 بند عمل على الأقل في الأسابيع الخمسة الماضية لحماية الصحة العامة، وقد تجاوزت السياسات والإجراءات مراقبة الحدود بعد ملاحظة المسؤولين أن ذلك لم يكن كافياً"، هذا فيما كانت بلدان أخرى تناقش ما إذا كان يجب اتخاذ أي إجراءات.

من الإجراءات الحاسمة المبكرة لتايوان، الجزيرة السياحية، كان قرار حظر السفر من أجزاء عدة من الصين، ووقف السفن السياحية من الرسو في موانئ الجزيرة، وفرض عقوبات صارمة على كل من يخالف أوامر الحجر المنزلي.

بالإضافة الى ذلك، انتقل المسؤولون باتجاه رفع الإنتاج المحلي من كمامات الوجه لضمان العرض المحلي منها، وتم اجراء اختبارات على مستوى الجزيرة لفيروس كورونا المستجد، بمن في ذلك إعادة الاختبارات على من كان يعاني من التهاب رئوي غير مبرر، عدا الإعلان عن عقوبات جديدة ضد نشر معلومات مضللة بشأن الفيروس.

كتب وانغ: "تعلمت الحكومة التايوانية من تجربة "سارس" عام 2003 وأنشأت آلية استجابة للصحة العامة لاتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الازمة المقبلة. وقد أدرك فريق من المسؤولين المدربين وذوي الخبرة سريعاً الازمة وقاموا بتفعيل هياكل إدارة الطوارئ لمواجهة تفشي المرض".

وبشكل خاص، فان استجابة تايوان السريعة والشفافية في التعامل، مع عقد مسؤولين طبيين لقاءات يومية موجزة كان مثالاً في كيفية كبح الوباء العالمي، حيث تفادت تايوان أيضا نوع الإغلاق الشامل الذي ميز الاستجابة في بلدان أخرى.

وبعد أن أصبحت تايوان في موقع قوي، أفادت حكومتها أخيراً أنها بعد أسابيع من حظر تصدير كمامات الوجه، ستتبرع ب10 ملايين كمامات إلى دول أخرى.

كلمات دالة:
  • تايوان،
  • كورونا
Email