«كورونا» يجبر ملكة بريطانيا على مخاطبة الشعب للمرة الرابعة في تاريخها!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في فبراير من العام 1952 اعتلت الملكة إليزابيث الثانية عرش بريطانيا العظمى، لتصبح ملكة لسبع عشرة دولة آنذاك من مجموع ثلاث وخمسين من دول الكومنولث. إليزابيث الثانية التي مضى على اعتلائها العرش البريطاني ثمانية وستون عاماً، وجهت للأمة والشعب خلال هذه السنوات الطويلة ثلاثة خطابات رسمية فقط، باستثناء الخطابات الدورية المتعارف عليها في عيد ميلادها أو افتتاح دورة البرلمان، فما هي هذه الخطابات؟.

الخطاب الأول كان في العام 1991 خلال فترة حرب الخليج والذي عبرت فيه الملكة عن رؤية وتوجهات بلادها تجاه الحرب. أما الخطاب الثاني فكان في العام 1997 عندما تعرضت الأميرة ديانا أميرة ويلز لحادث سيارة تسبب في وفاتها، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول أسباب الحادث، خاصة وأنه جاء بعد انفصال أميرة ويلز عن الأمير تشارلز ولي العهد ودخولها في علاقة جديدة لم تحظ بقبول العائلة الملكية.

الخطاب الثالث للملكة إليزابيث الثانية كان في 2002 بعد وفاة والدتها الملكة الأم، حيث نعت فيه أمها مستذكرة ما قامت به للحفاظ على المملكة المتحدة.

الرابع

هذه الخطابات ستصبح أربعة بعد أن توجه الملكة إليزابيث مساء اليوم، كلمة للأمة حول أزمة «كورونا» وتداعيات الوباء الخطيرة على بريطانيا والعالم.

هذه الخطابات متعارف عليها في بريطانيا بخطابات الأزمات التي تتدخل فيها الملكة للحد من الانقسام أو بهدف تجاوز حالة الصدمة أو الخوف من المستقبل. ولكن يسجل للملكة أيضاً أنها لا تتدخل في جميع الأزمات، فعلى سبيل المثال لم توجه كلمة للبريطانيين خلال أزمة ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي استمرت فيه المفاوضات لثلاث سنوات متسببة في انقسام سياسي كبير في البلاد.

أهمية الخطاب

يقول عادل درويش المختص في الشؤون البريطانية لـ«البيان» إن أهمية خطاب الملكة حول أزمة «كورونا» يكمل في شخصها وما لها من تأثير واحترام كبيرين لدى البريطانيين، مشيراً إلى أنه من المنتظر أن تحظى دعوة الملكة للبريطانيين بالبقاء في المنازل والتزام تعليمات الحكومة في مواجهة الأزمة، بالتزام تام من البريطانيين. كما أن تدخل الملكة في الأزمات، وفق درويش، يساعد من حالة التوحد والبعد عن الانقسام والانتقادات، وبخاصة تلك الموجهة للحكومة البريطانية في تعاملها مع أزمة «كورونا».

Email