كورونا يبدّل حياة الملايين.. من التقارب إلى العزل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدّل حال الأمريكي، شيلي هاورد، كما الملايين حول العالم، فبعد أن كان وقبل أسابيع قليلة، يتنقّل يومياً بين مطاعم شيكاغو لتناول الطعام مع أصدقائه، بات يقضي أمسياته وحيداً في شقته، بسبب تفشي فيروس كورونا. يُعتبر هاورد «73 عاماً» اجتماعياً جداً بطبعه، ينشر دوماً صور سهراته التي غالباً ما يظهر فيها وهو يصافح ويعانق أصدقاءه، إلّا أنّ العزل غيّر نمط حياته وحرمه من التواصل مع الآخرين. يقول

هاورد: «أنا شخص يحب معانقة الآخرين، والناس يحبوني جداً، لكن هذا الواقع». ولعل تجربة هاورد تشبه الكثير من التجارب حول العالم، يعيشون الوحدة وينتابهم الملل من عدم مخالطة الآخرين لكنهم يدركون أن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على صحتهم وصحة أحبابهم.

تحن ليليا شاكون، المديرة العامة للاتصال في سانتا فاي، بولاية نيومكسيكو، إلى الحقبة التي كان فيها التواصل البشري أمراً ممكناً في حياتها. تروي شاكون: «جنون كيف يمكن لواقعك أن يتغير بهذه السرعة، أشاهد التلفاز، أرى أشخاصاً جالسين جميعاً على طاولة واحدة، يتعانقون، وأقول: يا إلهي، الأمور لا تجري كذلك حالياً».

تعوّض شاكون هذا النقص بمكالمات الفيديو مع أصدقائها، قائلة: «نجد طرقاً للحفاظ على الصداقات، بات أساسياً لي استخدام مكالمات الفيديو، أن أبقى على تواصل مع أصدقائي بشكل مرئي وليس فقط عبر المكالمات الصوتية، وهذا الأمر يساعد».

تشير مديرة معهد «تاتش ريسيرتش» في كلية الطب في جامعة ميامي، تامي فيلد، إلى أنّ ما يحصل عند لمس الآخرين عبارة عن تغيير جسدي بحت، لافتة إلى أنّه وفي تلك اللحظة يتباطأ الجهاز العصبي، وينخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتتجه الموجات الدماغية نحو مزيد من الاسترخاء، ما يؤدي إلى انخفاض في الكورتيزول، الهورمون المسؤول عن التوتّر. وتنصح تامي فيلد من يعيشون بمفردهم بالجلوس أرضاً والقيام بتمارين تمديد العضلات، والاستحمام والسير لتحفيز مستقبلاتهم الحسية.

Email