عشرات الآلاف يتطوعون لإنقاذ الزراعة في فرنسا

حملة واسعة لمنع نقص المنتجات الزراعية في فرنسا البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

استجاب أكثر من 150 ألف متطوع فرنسي بعضهم موظفون توقفوا عن العمل بسبب ظروف حظر التجوال وانتشار فيروس «كورونا» (كوفيد 19) في البلاد، وبعضهم متقاعدون والبعض عاطلون تم تسريحهم أخيراً من أعمالهم، لنداء وزير الزراعة الفرنسية، ديدييه غيوم، الثلاثاء الماضي، بالعمل سريعاً على إنقاذ قطاع الزراعة في البلاد، والذي أدت ظروف انتشار الفيروس لتوقف تدفق العمالة على الريف، ما قد يتسبب في توقف الإنتاج يعقبه نقص شديد في الغذاء خلال الأشهر المقبلة.

حملة تطوّع
وكان نشطاء قد أطلقوا منصة إلكترونية تحت اسم «Desbraspourtonassiette» لتسجيل طلبات الانضمام لحملة التطوع «بأجر وبدون أجر» لمساعدة المزارعين في إدارة مزارعهم وجني محاصيلهم بعد توقف تدفق العمالة الزراعية من الخارج «رومانيا، وبولندا، والمغرب، وإسبانيا» نتيجة غلق الحدود، وهم يمثلون معظم العمالة الزراعية في البلاد، حيث تلقت المنصة التي تم إنشاؤها يوم 17 مارس 33 ألف طلب في اليوم الأول من الانطلاق، و49 ألفاً في اليوم الثاني، و42 ألفاً يوم الخميس، واستمرت الطلبات تتولى على المنصة إلى أن بلغت حتى مساء الاثنين 30 مارس 149 ألفاً و900 طلب، غالبيتهم من الموظفين الذين يواجهون التوقف عن العمل، والمتقاعدون أيضاً، والعاطلون قبل أزمة انتشار الفيروس، سيعملون في جني الخضر والفاكهة والحبوب، وزراعة الأراضي التي مازالت في طور التجهيز للموسم الزراعي الخريفي والصيفي، لتأمين حاجة البلاد من الغذاء في ظل غلق الحدود، وتوقف الكثير من الواردات الزراعية من دول الاتحاد الأوروبي وخارجه.

حل وحيد
وقالت، كريستيان لامبر، رئيسة الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين الفرنسيين لـ«البيان»: إن التطوّع «بأجر وبدون» حل وحيد نراه ناجعاً لمواجهة شبح نقص الغذاء في البلاد نتيجة تأثر قطاع الزراعة بوقف تدفق العمالة الزراعية الخارجية على البلاد، وهم النسبة الأكبر من عمالة هذا القطاع الحيوية، إلى جانب خوف العمالة المحلية من انتشار الفيروس وتوقف أغلبهم بسبب إجراءات الحظر الصحي المفروض في البلاد منذ منتصف مارس الماضي، نحتاج فيه لكامل طاقة العمالة الزراعية المقدرة بأكثر من نصف مليون شخص لزراعة القمح والشعير والذرة والخضروات الضرورية للسوق المحلي، لاسيما في ظل وقف أغلب الواردات الزراعية من الخارج، الأمر خطير وقد يكون طوق الإنقاذ الوحيد هو المتطوعون الذين نطالب حالياً في ظل تدفق نسبة كبيرة منهم بتوفير رعاية صحية لهم وكشوف وتحاليل لضمان سلامتهم وأمانهم خلال فترة عملهم في المزارع.

أزمة كبرى
وأضافت لامبر، الأزمة الكبرى يواجهها أصحاب المساحات الزراعية الكبرى، ويقدر عددهم بأكثر من 6 آلاف مستثمر، تتكدس المحاصيل في مزارعهم وخاصة الخضروات ولا يجدون من يجنيها، وقد تتلف في حال عدم جنبيها في موعدها، ما له تأثير وخيم على السوق الفرنسي والمجتمع في ظل هذه الظروف، ولهؤلاء الأولوية في توزيع المتطوعين كلٌ حسب قدراته وخبراته وما يستطيع أن يقدمه، أما صغار المنتجين فهم قادرون على إدارة الأزمة بأقل الإمكانات والعمالة المتاحة، ويمكنهم الاعتماد على العمالة المحلية في مدنهم ومناطقهم، وسوف نمدهم باحتياجاتهم من العمالة المتطوعة القريبة منهم جغرافياً، كونهم لا يملكون إمكانات توفير معسكرات إقامة صحية وآمنة للعمالة.

Email