«كورونا» عرّى ضعف النظام الصحي في دول كبرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدّد المحلل السياسي في واشنطن، خبير العلاقات الدولية، ماك شرقاوي على أن جائحة فيروس «كورونا» كشفت ضعف النظام الصحي في عدد من دول العالم، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعاني بشكل كبير في الوقت الراهن، لا سيما في ولاية نيويورك، رغم ما تملكه من إمكانات هائلة كونها أكبر اقتصادات العالم، على حد قوله.

وأوضح شرقاوي لـ«البيان» أن أزمة فيروس «كورونا» عرّت الكثير من السياسيين في مختلف أنحاء العالم، حتى في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الأزمة أوضحت للشعب الأمريكي أن لديه نظاماً صحياً هشاً وضعيفاً جداً. وأضاف: «هناك قصور شديد في النظام الصحي بالولايات المتحدة، وهذا ما نبهت إليه أزمة «كورونا»، ذلك أن نحو ما يزيد على 325 مليون أمريكي يخدمهم أقل من مليون سرير رعاية في المستشفيات الأمريكية، وهذا يحدث في أكبر قوة اقتصادية في العالم، فما الحال بالنسبة لدول أخرى؟».

قصور
ولفت شرقاوي إلى أن الشعب الأمريكي تنبه أيضاً لحجم أرباح شركات الأدوية وشركات تقديم الخدمات الصحية، مقابل وجود نظام صحي بهذه الهشاشة، ما أثبت عملياً أن هناك أموراً خاطئة وقصوراً كبيراً، لا سيما عندما لا يكون هناك مخزون مناسب لمعدات السلامة وحماية الأطباء والعاملين بالنظام الصحي ككل، واصفاً ذلك بـ«الكارثة».

ونوّه شرقاوي باضطرار الأطباء لكسر البروتوكولات الأمريكية الخاصة بالصحة، واستخدام أدوات الحماية «القفازات والكمامات» على مدار اليوم، على رغم أن البروتوكولات تقضي بالتخلص منها بعد كل حالة، معرجاً إلى الحديث عن الأزمة الهائلة، التي تواجهها نيويورك، في خطٍ متوازٍ مع زيادة متسارعة ومخيفة في عدد حالات الإصابة في الولايات المتحدة.

تأثير أزمة
وتطرّق شرقاوي إلى النقص الشديد لأجهزة التنفس الاصطناعي، وعجز الولايات المتحدة عن تغطية حاجة نيويورك، التي تحتاج حالياً نحو 30 ألف جهاز، فيما لم يمدها ترامب سوى بـ 11 ألفاً. وأبان أن تأثير فيروس «كورونا» طال مختلف المستويات، لا سيما عجز القطاع الطبي، مردفاً: «كارثة لا بد أن يُسأل بناء عليها عدد من من السياسيين ويُحاسب عليها عدد من المسؤولين، الكثير من الأمور ستتغير بعد هذه الأزمة».

وقال ماك: إن المثال الذي طرحه والخاص بالولايات المتحدة يرتبط بدولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم والقوة العسكرية الأولى، متسائلاً: «فما بالنا بالدول الأخرى؟ في أوروبا مثلاً أمامنا إيطاليا التي تتصدر دول العالم في عدد حالات الوفيات بالفيروس حتى الآن».

Email