العالم يكافح بكل موارده لهزيمة «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتسعت رقعة إجراءات العزل في كل أنحاء العالم لتبقي نحو نصف سكان الأرض معزولين في منازلهم، حيث يتسارع سباق الزمن بين الهجوم الفيروسي والكوابح المعتمدة لوقفه.

ويخاطر العالم بكل شيء، من نمو اقتصادي واستقرار الوظائف، في سبيل النجاة من هذه الجائحة التي عدّلت خريطة التفشي أمس، لتصبح الولايات المتحدة الأولى عالمياً في عدد الإصابات، وهو ما استدعى تدخل الجيش لبناء مئات المستشفيات المؤقتة على نحو عاجل استعداداً لأسوأ 30 يوماً المقبلة.

وأودى الفيروس بحياة أكثر من 40 ألف شخص في العالم وسط أزمة صحية، تعيد توزيع مراكز القوى وتضرب الاقتصاد العالمي وتؤثر على الحياة اليومية لقرابة 3,6 مليارات شخص.

وسجلت إسبانيا الثانية بعد إيطاليا من حيث عدد الوفيات في العالم، رقماً قياسياً جديداً في عدد الضحايا مع 849 وفاة ونحو 830 ألف إصابة خلال 24 ساعة، ما يبدد الآمال من احتمال أن تكون تجاوزت ذروة الأزمة، التي تشل البلاد منذ أسابيع، وسجّل ما لا يقلّ عن 175 ألف متعافٍ في العالم.

وفي إيطاليا الرازحة تحت وطأة الفيروس، تم تنكيس الأعلام خلال دقيقة صمت حداداً على أكثر من 12 ألف شخص قضوا من جراء الفيروس، من أصل 106 آلاف إصابة، وتعتبر السلطات الإيطالية أن 15729 شخصاً تعافوا، فيما لا تزال الفرق الصحية تعمل في ظروف مروعة.

ورغم ظهور مؤشرات على تباطؤ انتشار الفيروس في إيطاليا، لا يزال المئات يموتون يومياً، ما دفع بالسلطات إلى تمديد إجراءات الإغلاق المشددة المفروضة في جميع أنحاء البلاد.

ما ينتظر أمريكا

على الجهة المقابلة من المحيط الأطلسي، تجاوز عدد الوفيات جراء الفيروس في الولايات المتحدة ذلك المسجل في الصين، وفق حصيلة نشرتها جامعة جونز هوبكنز. وأحصت الجامعة 3,415 حالة وفاة في الولايات المتحدة لتتخطى الصين التي أبلغت عن 3,309 وفاة.

ووصل عدد الإصابات المؤكدة في الولايات المتحدة إلى 175,067، أي أعلى من أي دولة أخرى في العالم.وسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتطمين المواطنين، مشيراً إلى أن السلطات تكثّف توزيع المعدات الضرورية على غرار أجهزة التنفس ووسائل الوقاية الشخصية.

لكنه حذر كذلك من «الأوقات الصعبة المقبلة خلال الأيام الثلاثين المقبلة». وأقرّ باحتمال صدور أمر لجميع سكان البلاد بالبقاء في منازلهم. وقال ترامب «نخاطر بكل شيء نوعاً ما»، مشبهاً جهود احتواء «كورونا» بـ«الحرب».

أمام هذا التحدي، تدخل الجيش الأمريكي بقوة أمس، على خط التجهيزات الصحية، حيث يسعى المسؤولون الأمريكيون لبناء مئات المستشفيات المؤقتة في جميع أنحاء البلاد لاستيعاب آلاف من حالات الإصابة اليومية. وقال اللفتنانت جنرال تود سيمونايت، قائد سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي، إنهم يبحثون عن فنادق ومهاجع ومراكز مؤتمرات ومساحات مفتوحة كبيرة لبناء ما يصل إلى 341 مستشفى مؤقتاً.

وكان سلاح المهندسين قد حول مركز مؤتمرات في نيويورك إلى مستشفى يتسع لألف سرير في غضون أسبوع. وأضاف لمحطة (إيه.بي.سي نيوز) التلفزيونية:

«النطاق هائل. ندرس حالياً حوالي 341 مرفقاً مختلفاً في جميع أنحاء الولايات المتحدة». وزاد عدد حالات الإصابة المؤكدة بالولايات المتحدة مما فاق استيعاب المستشفيات التي بدأت تفتقر إلى وجود الأطباء والممرضات والمعدات الطبية ومعدات الحماية. وبحسب تقديرات المسؤولين الأمريكيين، ربما يتراوح إجمالي عدد الوفيات جراء انتشار الوباء بين 100 ألف و200 ألف حالة.

وأثارت مشاهد لم يكن أحد يتصورها في زمن السلم- كإقامة مستشفى ميداني في حديقة سنترال بارك- خوف أهالي نيويورك القابعين في منازلهم في مدينة يخيم عليها هدوء مخيف. ووصلت سفينة طبية عسكرية أمريكية على متنها 1000 سرير إلى مانهاتن لتخفيف الضغط عن النظام الصحي المنهك.

وتشهد مراكز توزيع المواد الغذائية في المدينة قدوم عدد متزايد من الأشخاص الراغبين في الحصول على مساعدات، بعد أن خسروا مداخليهم مع إغلاق العاصمة المالية العالمية.

وانضمت ماريلاند إلى فرجينيا وواشنطن دي.سي في إصدار أوامر للسكان بالتزام منازلهم، لتشمل إجراءات العزل نحو 75 في المئة من الأمريكيين.

الذروة في روسيا

وأعلنت وزارة الصحة الروسية عن اقتراب البلاد من ذروة الإصابات، حيث تم تسجيل 500 إصابة جديدة بالفيروس. وقال كبير اختصاصي الأوبئة في وزارة الصحة نيكولاي بريكو، إن «عدد الحالات الجديدة سيزداد على الأرجح خلال الأيام القليلة المقبلة، ثم سينخفض تدريجياً بشكل كبير بسبب التدابير الصارمة».

Email