مليار إنسان في الحجر المنزلي بسبب «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسبب فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد19» في جعل العالم في حالة ترقب أمام المسار الذي يتطور من خلاله الفيروس، فيما تحاول دول العالم تجنّب المأساة التي تشهدها إيطاليا رغم انخفاض عدد الوفيات إلى النصف لأول مرة منذ تفشي الوباء. ويوماً بعد يوم، تفرض الدول مزيداً من القيود وبات أكثر من مليار شخص في كل أنحاء العالم معزولين في منازلهم.

وتسعى الدول لتسريع الأبحاث حول علاجات ولقاحات، حيث لا يوجد حالياً أي لقاح أو علاج معتمد ضد الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألف شخص حتى الآن وأصاب أكثر من 350 ألف شخص في العالم، وفق تعداد وكالة فرانس برس استناداً إلى الأرقام الرسمية المعلنة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من ان انتشار الوباء «يتسارع» ولكن تغيير مساره لا يزال ممكنا، داعية الدول للانتقال الى مرحلة «الهجوم» عبر فحص كل المشتبه باصابتهم ووضع من خالطوهم في الحجر، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش الى «وقف عالمي وفوري لاطلاق النار»، بسبب فيروس كورونا.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس ادانوم غيبريسوس «احصيت اكثر من 300 الف اصابة بكوفيد-19 حتى الان. هذا مؤلم للغاية. ان الوباء يتسارع، لكننا قادرون على تغيير مساره».

ويبدو أن الدول باتت تدرك واحدة تلو الأخرى الواقع: هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة ستكون طويلة، وكذلك بالنسبة للقاح الذي لن يكون متوفراً قبل فترة تمتد بين 12 إلى 18 شهراً، وفق قول شركات الأدوية الكبيرة.

ويستمر تفشي الوباء في إسبانيا التي تجاوزت عتبة الألفي وفاة (462 وفاة في 24 ساعة). وازداد عدد الوفيات أكثر من ضعفين خلال ثلاثة أيام في البلد الثاني الأكثر تضرراً في أوروبا بعد إيطاليا.

خبر جيد

ووسط سيل الأخبار المحبطة التي تصل من إيطاليا، أكثر بلاد العالم تضرراً من «كورونا» المستجد من حيث عدد الوفيات، تم رصد «خبر جيد» أخيراً إذ إن عدد الإصابات الجديدة في إقليم لومبارديا شمالي إيطاليا، انخفض إلى النصف، أمس، للمرة الأولى منذ تفشي الوباء في البلد الأوروبي، علماً بأن إقليم لومبارديا به أكبر عدد من الإصابات في إيطاليا.

في الصين، وتحسباً لموجة عدوى ثانية بسبب الإصابات «المستوردة» (39 حالة) أمس، بات يُفترض أن يتوقف ركاب الرحلات الجوية المتوجهة إلى بكين في مدينة صينية ليخضعوا إلى فحوص طبية. وفي إجراء أكثر صرامة، ستمنع هونغ كونغ كل الأشخاص غير المقيمين والوافدين من الخارج عبر الطائرات، من دخول أراضيها اعتباراً من غد الأربعاء.

واتخذت بعض الدول إجراءات قسرية مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والأرجنتين وولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، فيما اكتفت دول أخرى مثل إيران وبريطانيا حتى الساعة بتوصيات.

وانضمّت اليونان (15 وفاة) إلى مجموعة الدول التي فرضت العزل التام، بعد أن اتخذت تدابير تدريجية للحدّ من التجمّعات وحركة التنقل. وكذلك فعلت نيوزيلندا، فيما أنشأت إسبانيا (1720 وفاة و28572 إصابة) مستشفى ميدانياً بمدريد.

إجراءات روسية

في موسكو، كشف رئيس الحكومة الروسية ميخائيل ميشوستين، عن مجموعة إجراءات جديدة تم اتخاذها، ودعم الاقتصاد الوطني. وقال خلال اجتماع حكومي، إنه تم تخصيص 23 مليار روبل (نحو 300 مليون دولار) لقطاع صناعة الأدوية والأجهزة الطبية.

وسيتم تخصيص أموال لشراء أجهزة التصوير الحراري، وموازين حرارة متطورة، ووحدات تطهير الهواء.

وتم تخصيص 10 مليارات روبل لوزارة التجارة والصناعة لإنتاج وشراء المعدات والمنتجات لتشخيص الأمراض الوبائية، ومعدات الحماية الشخصية والأدوية والأجهزة الطبية.

إجراءات معززة

في الولايات المتحدة، حيث تُوفي 416 شخصاً بوباء «كوفيد19»، حتى الآن وأُصيب أكثر من 33 ألف شخص، تستعد السلطات لتعزيز إجراءاتها لمكافحة الوباء مع إنشاء بشكل طارئ مستشفيات ميدانية تبلغ سعتها الإجمالية أربعة آلاف سرير.

في أستراليا، حيث يخيّم شبح الكساد الكبير خلال ثلاثينيات القرن الماضي، تشكلت أمس، طوابير طويلة من العاطلين عن العمل الأستراليين أمام وكالات التشغيل، في اليوم الأول من إغلاق الكثير من المتاجر. وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون إنه أمر «لم يكن بالإمكان تخيّله قبل بضعة أسابيع فقط».

في ريو دي جانيرو، تجسدّ الصرخة من القلب التي أطلقتها فانيا ريبايرو، المسؤولة في جمعية في حيّ فقير، الخوف من كارثة صحية للأشدّ فقراً. فقالت «يُقال لنا إنه يجب غسل الأيدي من دون توقف، لكن كيف نقوم بذلك عندما تُقطع المياه بشكل منتظم؟». ولا يُحسد المهاجرون في الولايات المتحدة على وضعهم إذ إن كثيرين من بينهم سبق أن خسروا وظائفهم. و

في آسيا، يحاول عشرات آلاف المهاجرين العاملين الفرار إلى تايلاند، حيث يرتفع عدد الإصابات بالفيروس، وذلك للوصول إلى لاوس وبورما، ما يثير مخاوف من تفشي الوباء أكثر. في مدغشقر، تمّ عزل المدينتين الرئيسيتين وهما العاصمة انتاناناريفو وتواماسينا (شرق) اعتباراً من أمس. أما في المكسيك، فقد أمرت رئاسة بلدية مكسيكو سيتي التي تعرّضت لانتقادات للاستخفاف بالوباء، بإغلاق بعض المؤسسات بينها الحانات والملاهي الليلية.

Email