«كورونا» ينجح في تهدئة خلافات الجمهوريين والديمقراطيين

CHICAGO, ILLINOIS - MARCH 17: A flag flies outside of a polling place at Chicago High School for the Arts where voters are casting ballots in the primary election on March 17, 2020 in Chicago, Illinois. Illinois, Ohio, Arizona and Florida were scheduled to hold primary elections today but cancelled citing the health emergency posed by COVID-19. Scott Olson/Getty Images/AFP == FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن السنوات الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السلطة، سوى مسرح لخلافات سياسية عديدة بين حزبه الجمهوري وخصومه الديمقراطيين، والتي توجت بمحاكمة في مجلس الشيوخ نجا منها ترامب بأعجوبة.

وعرف ساكن البيت الأبيض، منذ اعتلائه سدة الحكم قبل أربع سنوات، أنه مقبل على معترك للنزاع السياسي، فاستعد بأسلحته، السخرية من خصومه سواء من الساسة أو الإعلاميين عبر تغريدات «تويتر»، واللقاءات الحزبية الجماهيرية، ورفض الاستجابة لمطالب الاستدعاء من نواب الأغلبية بالكونجرس، وإغلاق الحكومة، كسر قواعد البروتوكول في التعامل مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى غير ذلك.

بين شد وجذب سارت الأمور حتى وقعت الواقعة وفرض فيروس كورونا نفسه كتحدٍ مرعب وسيد على الأجندة في آن، لقد استشعر قادة القوى العظمى الخطب الجلل وما يقتضيه من تصرف مسؤول من قبل السياسيين بعيداً عن الانحياز الحزبي، وما يقتضيه من تكاتف جميع طوائف الأمة الأمريكية، وما يتطلبه من ميزانية ضخمة لا مجال فيها للانقسام الحزبي، من أجل مواجهة الفيروس الذي أجلس الجميع في منازلهم، وعطّل عجلات أقوى اقتصادات العالم.

يرى البعض أنّ الظروف الراهنة جاءت بمثابة هدية للمحظوظ دونالد ترامب، الذي يحالفه الحظ منذ يومه الرئاسي الأول، بل منذ انتصاره على هيلاري كلينتون في 2016، على حد قولهم.

ويشير محلّلون إلى أنّه ومع بلوغ عامه الانتخابي نصفه، بعد نجاته من اتهامات بالخيانة والتقصير ومحاكمة كادت تتمخّض عن عزله، وفي ظل مساع محمومة من الحزب الديمقراطي للملمة شعثه والالتفات حول قائد جديد، غالباً ما سيكون جو بايدن، وقبل شهور من توجه الناخبين لصناديق الاقتراع، إلى أنّ ترامب يسعى للاستفادة من الأزمة الراهنة لصالحه، وتهدئة الخلافات بينه ومنافسيه المتربصين لأخطائه، لكسب الوقت مع اقتراب عقارب الزمن من الوصول إلى نهاية ولايته الأولى وسعيه لاقتناص أخرى.

تنبّه بعض الديمقراطيين لمحاولات ترامب استثمار ترامب، الذي يصفونه ليل نهار بالتقصير وبعدم الكفاءة وسوء الإدارة وضعف القرارات السياسية، لاستغلال الظرف الراهن، وعمد بعضهم إلى التركيز على عدم جودة قراراته بشأن الاستجابة لأزمة كورونا، وهو الاتهام الذي ردّ عليه أنصار ترامب بصوت عالٍ عبر مختلف وسائل الإعلام بالثناء على استجابته وحسن إدارته.

بقي الشعب الأمريكي مراقباً يقظاً ومختبراً لأداء ساسته، البعض كان يستمتع بالخلافات المسرحية بين قطبي الحزبين الرئيسيين، ترامب وبيلوسي، وغيرهما من الرموز، معتبرين أنّ أزمة كورونا نجحت بالفعل في تغيير مسار الأحداث وصناعة هدنة ولو قصيرة في الحياة السياسية انتظاراً للجولة القادمة من المعركة.

 

Email