خبراء لـ«البيان »: العزل السبيل الوحيد لعلاج «الشلل العالمي»

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تزايد انتشار فيروس كورونا حول العالم، بسرعة فاقت التدابير الحكومية وجهود المكافحة وطاقة الخدمات الطبية في أغلب الدول الموبوءة، لا سيّما على مستوى قارة أوروبا، قرر الاتحاد الأوروبي فرض حظر على دخول المسافرين من خارج دول الاتحاد بدءاً من أمس الأربعاء ولمدة 30 يوماً، في خطوة غير مسبوقة تهدف للحد من انتشار الوباء في دول الاتحاد ودول من خارجه، كما قررت دول مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، الدفع بتعزيزات عسكرية لمعاونة قوات الشرطة في فرض الالتزام بالعزل الصحي الشامل، وعدم خروج المواطنين من منازلهم إلا للضرورة.

شلل كامل

وأكّد كريستيان مونوت، الرئيس المناوب لقسم التواصل والاتصال بديوان رئاسة الحكومة الفرنسية لـ«البيان»، أنّ القرار الأوروبي فرض حظر على دخول المسافرين، يعني تعطيل أعمال ما لا يقل عن 60 مليون أوروبي يتنقلون بشكل يومي بين دول الاتحاد.

وأشار إلى أنّ حظر التجول أو العزل الصحي الشامل يعني شللاً كاملاً داخل الدول وعلى مستوى الاتحاد، ما يجعل الإنترنت وسيلة التواصل الوحيدة، ووسيلة إنجاز الأعمال من المنازل لفئة قليلة من العمالة، فيما توقّفت حياة الغالبية مثل التجار والمزارعين والسائقين. ولفت مونوت إلى أنّ أوروبا تحولت لمعسكر عزل كبير، لا سبيل أمام الناس فيه سوى الالتزام بالعزل الصحي، وليس أمام الحكومة إلا فرض العزل، وحظر التجول في حالة عدم الالتزام.

تبدّل سلوكيات

بدوره، قال ديتر روبرتس، أستاذ علم الاجتماع، بجامعة «هامبورغ» الألمانية لـ «البيان»، إنّ العزل الصحي أو فرض حظر التجول في أوروبا، حولها إلى مدن أشباح، الأمر الذي من شأنه إحداث تحوّل اجتماعي ملحوظ، لاسيّما حال استمرار الأزمة شهوراً كما المتوقع.

مضيفاً: «السلوك الاستهلاكي المرافق للأزمة مع قلة الموارد المالية سيتغير للندرة أي البحث عن الضروريات، والسلوك الخاص بالعناية الشخصية أيضاً سيصبح طبعاً مستمراً حتى بعد انتهاء الأزمة، العزلة ستخلق حالة تباعد بين الناس والدول، العالم يتحول بشكل سريع نحو الانغلاق والتركيز على الداخل والناس تغرق في شؤونها فقط».

جزر منعزلة

في السياق، أكّدت كريستيل زكاي، مستشارة إدارة الأزمات بوزارة الداخلية البلجيكية، أنّ العالم تحوّل إلى جزر منعزلة، فيما تحوّل المجتمع الواحد إلى بؤر عزل، مشيرة إلى أنّ أغلب الأعمال والصناعات توقفت تقريباً باستثناء الضروريات. وشدّدت زكاي على أنّه سيكون من الصعب للغاية مد فترة الشلل التام التي ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد، ما لم يتراجع انتشار الفيروس في أسرع وقت.

وأوضحت أنّ العالم كله سيصاب بشلل على مختلف المستويات، فيما لا يمكن التنبؤ بالنتائج، ما يوجب التزام الجميع وتعاون الشعوب لمحاصرة الفيروس خلال فترة الطوارئ الدولية لمدة 15 يوماً، مردفة: «لا وقت أمامنا إلا حتى نهاية مارس الجاري، بعد هذا ستكون التكلفة باهظة».

Email