تقارير « البيان »

فرنسا تحارب بسلاح الوعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حملات التوعية ضد فيروس كورونا في فرنسا، باتت واجباً شعبياً، طقساً يومياً لكل فرنسي، حالة من التناغم والتواصل الإيجابي ثنائي الاتجاه بين الشعب والحكومة والعكس، حالة خلقتها الطوارئ، وسلوك دعمته الأزمة.

حيث أنشأت الحكومة الفرنسية منذ مطلع مارس الجاري، إدارة متخصصة لمواجهة الشائعات بخصوص فيروس كورونا، والتواصل مع الفرنسيين، لشرح المستجدات بشكل علمي وعملي، بعيداً عن المبالغات، ومع الوقت، أصبح المواطن الفرنسي يتعامل مع هذه الإدارة المنتشرة بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، بدعم واضح من وسائل الإعلام، ونتيجة حالة الثقة، أصبحت هذه الإدارة تتعامل مع الحملات والمبادرات الشعبية بإيجابية، لتنوه عنها وعن أصحابها، ما ساهم – بحسب خبراء- في تحقيق قفزة كبيرة في تغيير نمط السلوك الشخصي، والعادات الاجتماعية، وتقدم ملحوظ في الوعي الجمعي، وهو ما سيسهم في محاصرة الفيروس ومنع انتشاره، وآخر هذه المبادرات التي أطلقها المواطنون، وتبنتها الحكومة، مبادرة «أنت محل شك، والآخرون كذلك»، وقبلها مبادرة «الزم منزلك.. احمِ نفسك وغيرك»، كلها مبادرات تعكس المسؤولية الاجتماعية في وقت الأزمة.

وقال كريستيان مونوت، الرئيس المناوب لقسم التواصل والاتصال بديوان رئاسة الحكومة، لـ «البيان»، إن الحكومة الفرنسية، أسست إدارة للتعامل مع الأزمة، مهمتها مكافحة الشائعات التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وبدأنا منذ أول مارس الجاري، مهمتنا بنشر إرشادات الوقاية، وتوضيحات حول الأخبار الكاذبة، ووجدنا تفاعلاً كبيراً منذ الوهلة الأولى.

وأضاف، بدأنا بحملة «احمِ نفسك»، التي أوضحنا من خلالها طرق الوقاية وإجراءات الأمان والحماية التي يجب اتباعها لتجنب الإصابة بالفيروس، وبعد أيام، أطلق مواطنون حملة «الزم منزلك.. احمِ نفسك وغيرك»، مع إعلان الحكومة غلق المقاهي وتعليق الدراسة، فقمنا بتبني الحلة، ونجحنا جميعاً في تعديل السلوك الاجتماعي الجمعي، فلا مصافحة ولا قبلات، وتجنب التجمعات الجماهيرية، لاحظنا الفرق في الشوارع بشكل فوري، كانت النتيجة في غاية الروعة، استجاب للمبادرة أكثر من 20 مليون مواطن، تفاعلوا معنا، والتزم جل الشعب بالحجر الذاتي.

 

Email