قصة خـبرية

شاب فرنسي يكرّس نفسه لخدمة المسنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأزمات يظهر معدن الإنسان، ولا أزمة أكبر من انتشار وباء «كورونا» في فرنسا، وباء دفع الفرنسيين إلى التزام منازلهم في «عزل ذاتي» امتثالاً للتوجيهات الحكومية، لا خروج إلا للضرورة، قرار قد يكون صعباً على المسنين، الفئة كبيرة العدد في فرنسا، مسنين يقطنون بمفردهم في منازلهم ويحتاجون لتسوق وخاصة الغذاء والدواء، في وقت تحذر فيه الحكومة كبار السن من الخروج كونهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، إلكسندر هينريس استوقفه الأمر عندما سمع توجيهات الحكومة، قال لنفسه «الخالة صوفي» جارتي المسنة التي تقيم بمفردها ما مصيرها؟

لم يفكر طويلاً ليخرج من منزله ويدق بابها، وعندما فتحت الباب قال لها «اكتبي لي طلباتك من الخارج لأحضرها لك».. وبالفعل ذهب وأحضر ما كتبته له من المتجر والصيدلية، وعاد سعيداً ليوسع فكرته على نطاق أكبر لمساعدة المسنين مجاناً.

توجيهات

وقال، هينريس (37 عاماً) مهندس برمجيات يقيم في باريس، عندما سمعت توجيهات الحكومة للمسنين بالتزام منازلهم كونهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، تذكرت فوراً الخالة صوفي (66 عاماً)، فهي جارتي وتعيش بمفردها، وحالتها الصحية ضعيفة، قلت لنفسي ماذا تفعل، بالتأكيد تحتاج لشراء مستلزمات المعيشة من الخارج، كيف ستقضي هذه الضرورات وقت العزل الذاتي هذا؟ لم أفكر كثيراً، ذهبت إليها وأحضرت كل ما تحتاجه.

وطلبت منها أن تبلغني دائماً بما تحتاجه لأحضره لها وألا تخرج من منزلها تحت أي ظرف، كانت السعادة في عينيها لا توصف، وأنا شعرت بشيء عظيم في داخلي، وفي اليوم التالي ذهبت للخالة صوفي، وطلبت منها أن تمدني بأرقام هواتف أصدقائها المسنين أعضاء نادي المسنين الذي كانت تتردد عليه لأعاونهم في هذا الأمر، وبالفعل أعطتني أرقام 9 عائلات، وبدأت بمساعدتهم بنفس الطريقة، وأعطيتهم رقم هاتفي للاستعانة بي في أي وقت، شعروا بسعادة كبيرة، وأنا شعرت بأني فعلت شيئاً عظيماً.

توعية

ويضيف، علم أصدقاء لي بما فعلت، فقاموا بالأمر ذاته في محيطهم، ونشرنا على «فيسبوك» قصتنا للتوعية ودفع الشباب من الأصدقاء لفعل الأمر ذاته.

 

Email