«مناعة الحشود».. مغامرة صحية في وقت حرج

مسافرون ينتظرون خارج مطار هيثرو في لندن / أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

شككت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، بنهج «مناعة الجماعة» ضد فيروس كورونا، وهو المفهوم الذي صدر أخيراً عن خبراء الصحة في المملكة المتحدة، قائلة إنه لا يوجد ما يكفي من المعلومات حول الفيروس، مطالبة المملكة المتحدة باتخاذ مزيد من الإجراءات ضد وباء كورونا.

وأضافت هاريس لصحيفة «ذا مترو» البريطانية: «كل فيروس يعمل بطريقة مختلفة في جسدنا ويحفز استجابة مناعية مختلفة، يمكننا التحدث في النظريات، لكن في هذه اللحظة نواجه فعلاً وضعاً، حيث لا بد أن نتطلع إلى الأفعال».

وكان كبير المستشارين العلميين في المملكة المتحدة السير باتريك فالانس قد أعرب عن أمله أن يخلق نهجاً حكومياً لمعالجة فيروس كورونا «مناعة الجماعة أو القطيع «ضد المرض».

بدوره، اعتبر الصحافي روبرت بستون، أن استراتيجية الحكومة تكمن في تقليل تأثير «كوفيد-19» بالسماح للفيروس أن يمر عبر السكان بالكامل للحصول على مناعة القطيع، لكن بسرعة أبطأ كثيراً، حتى أولئك الذين يعانون من العوارض الأكثر حدة يكونون قادرين على تلقي الدعم الطبي الذي هم بحاجة إليه، وبحيث إن الخدمات الصحية لا تُحمّل فوق طاقتها بعدد الحالات التي عليها معالجتها في وقت واحد.

يرد كبير المحاضرين في أمراض الفيروسية ورئيس شبكات مساعدة الأبحاث في جامعة كنت، في موقع «المنتدى الاقتصادي العالمي»، على استراتيجية «مناعة الجماعة»، مشيراً بالأرقام إلى السبب الذي يجعله يعارض انتظار «مناعة القطيع» لـ«كوفيد-19» كاستراتيجية صحة عامة مفيدة.

يقول إن أجسادنا تحتفظ بذاكرة مناعية للمرض عندما نستعيد عافيتنا منه، يمكنها من محاربته في المستقبل، فهكذا تعمل اللقاحات، بخلق ذاكرة مناعية من دون الإصابة بالمرض. وعندما يكون هناك مرض جديد مثل «كوفيد-19» سوف ينتشر عبر السكان، لكن في حال طور مجموعة كافية من السكان ذاكرة مناعية، يتوقف المرض عن الانتشار حتى لو كان بعض السكان غير محصنين ضده. هذه هي مناعة القطيع، وهي فعالة جداً لحماية كل السكان ضد الأمراض المعدية.

لكنه يضيف، إن مناعة الجماعة ينظر إليها كاستراتيجية وقائية في برامج اللقاح. إذا لم يكن هناك لقاح، فإن تحقيق «مناعة الجماعة» يعتمد على قدرة المرض على الانتشار. وبالنسبة إلى «كوفيد-19»، يقدر أن نسبة 70% من سكان بريطانيا سيصابون بالمرض لتكوين ذاكرة مناعية، أي أكثر من 236 ألف نسمة في بريطانيا. التقديرات الحالية هي أن «كوفيد-19» بنسبة وفيات 2.3% ونسبة 19% معدل عوارض خطيرة، مما يعني وفاة أكثر من مليون شخص في بريطانيا، وإصابة ثمانية ملايين بالتهابات خطيرة تتطلب عناية فائقة.

Email