العالم بين طر يقين لمكافحة كورونا الاحتواء أو تأخير التفشّي

أحد الكوادر الطبية في مركز صحي بواشنطن | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت منظمة الصحة العالمية إلى الإبقاء على فكرة احتواء فيروس كورونا بدلاً من «تخفيف التفشي»، في انتقاد ضمني لتصريحات أوروبية عن أولوية إبطاء انتشار الفيروس، وليس احتواءه والقضاء عليه، فيما توقعت الصين أن ينتهي الوباء بحلول يونيو المقبل.وتوفي 4923 شخصاً على الأقل بسبب فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره في ديسمبر الماضي وأصيب أكثر من 131.460 إصابة في 116 بلدا ومنطقة منذ بداية الوباء.

وطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، جميع الدول «بالإصرار والصمود» في المعركة مع وباء كورونا. وقال، في كلمة أمام دبلوماسيين في جنيف، بعد يوم من توصيف «كوفيد-19» بأنه وباء: «وصفه بأنه وباء لا يعني أن تستسلم الدول. فكرة تحوّل الدول من الاحتواء إلى تخفيف حدة الانتشار خاطئة وخطرة».

وقبيل تصريحات الصحة العالمية، كثّف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إجراءات مكافحة فيروس كورونا، وانتقل إلى ما يسمى «مرحلة التأخير» التي تشمل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تهدف إلى إبطاء تفشي الفيروس. وقال جونسون: «نحن الآن نصل إلى المرحلة التالية... هذه ليست مجرد محاولة لاحتواء المرض بقدر الإمكان، ولكن لتأخير تفشيه».

وقال مدير منظمة الصحة العالمية إنه يتعين على كل الدول، وهي تواصل استراتيجية الاحتواء، أن «تحقق توازناً جيداً بين حماية الصحة والحيلولة دون حدوث ارتباك اقتصادي واجتماعي واحترام حقوق الإنسان»، وذلك بحسب تصريحات أوردتها المنظمة. وعبّر عن قلقه من أن «بعض البلدان لا تتعامل مع هذا التهديد بمستوى الالتزام السياسي المطلوب للسيطرة عليه».

في الأثناء، قال تشونغ نانشان، المستشار الطبي للحكومة الصينية، إن وباء كورونا من المرجّح أن ينتهي في شهر يونيو المقبل. وأضاف تشونغ (83 عاماً)، خبير الأوبئة الذي اشتهر بمكافحة انتشار فيروس سارس في 2003، في مؤتمر صحفي، إن الكثير من الحالات الواردة من الخارج إلى الصين بدون أعراض ظاهرة، ومعدل عودة ظهور الإصابة بعد الشفاء قليل.

الوضع في الصين

من جهة أخرى، انتقدت الصين تصريحات مسؤولين أمريكيين تحمل استجابتها لفيروس كورونا المسؤولية عن تفاقم تأثير الوباء عالمياً، معتبرةً أن هذه التصريحات «غير أخلاقية وغير مسؤولة». وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين قد اتهم الصين بالتقاعس عن الاستجابة للظهور الأولي للفيروس، قائلاً إن هذا ربما كلّف العالم شهرين بينما كان يمكن أن يستعد لانتشار المرض.

ورداً على سؤال عن تصريحات أوبراين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، قنغ شوانغ، في مؤتمر صحفي في بكين، إن التصريحات «غير الأخلاقية وغير المسؤولة» من بعض المسؤولين لن تساعد الجهود الأمريكية لمكافحة الوباء. وقال قنغ إن جهود الصين للحد من انتشار المرض وفرت للعالم كله وقتاً للاستعداد لمواجهة الوباء.

وأعلنت لجنة الصحة الوطنية الصينية أن فيروس كورونا تجاوز ذروته في الصين مع تسجيل ثماني حالات إصابة جديدة فقط في إقليم هوبي، بؤرة تفشي الفيروس، الذي يسجل لأول مرة أقل من عشر حالات في يوم واحد.

وفي ظل التباطؤ الملحوظ لانتشار الفيروس، أعاد المزيد من الشركات فتح أبوابها فيما تخفف السلطات بحذر إجراءات الاحتواء. وأعلن إقليم هوبي، الذي بدأ تفشي الفيروس به في نهاية العام الماضي، تخفيف المزيد من قيود السفر، أمس، وسيسمح أيضاً باستئناف الإنتاج في بعض القطاعات في مدينتين ومقاطعتين. وقال مي فنغ، الناطق باسم لجنة الصحة الوطنية: «بشكل عام تجاوزت الصين ذروة الوباء».

وعلى الرغم من انتشار الفيروس على نحو سريع في أنحاء العالم تباطأ بشكل ملحوظ في الصين في الأيام السبعة الماضية نتيجة الإجراءات المشددة المفروضة للسيطرة على حركة الناس والمرور.

5 مليارات

في إيران، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة على «تويتر»، إن بلده طلب من صندوق النقد الدولي تمويلاً طارئاً لمكافحة تفشي فيروس كورونا الذي تضررت منه إيران بشدة. وأسفر التفشي المتزايد في إيران، أكثر الدول تضرراً من الفيروس. وألحق أضراراً بالشركات الإيرانية، وسيؤثر في صادراتها شبه المعدومة للنفط، بعد أن أغلقت العديد من الدول المجاورة والشركاء التجاريين حدودهم. وأعلنت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، أن البلدان المتضررة من فيروس كورونا ستحصل على دعم عبر أداة التمويل السريع.

Email