الولايات المتحدة تسحب قواتها في 14 شهراً

واشنطن و«طالبان» توقّعان اتفاقاً تاريخياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقّعت واشنطن اتفاقاً تاريخياً مع حركة طالبان، أمس، لسحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان ضمن فترة زمنية من 14 شهراً. ووقع الاتفاق المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاد، ورئيس مكتب الحركة السياسي ونائب زعيمها الملا عبد الغني برادر، بحضور وزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو وممثلين عن عشرات الدول.

بيان

ووفق بيان مشترك لواشنطن وكابول، ستقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بسحب جميع القوات من أفغانستان خلال 14 شهراً، حال التزمت حركة طالبان بضمانات أمنية ينص عليها الاتفاق.

وستبدأ القوات الأمريكية فوراً عملية الانسحاب التدريجي من أفغانستان بعد توقيع الاتفاق، على أن ينخفض عدد الجنود من 13 ألفاً إلى 8600 خلال أشهر معدودة. وتضّمن الاتفاق تبادل آلاف الأسرى ضمن إجراءات لبناء الثقة. وحوى الاتفاق إطلاق سراح خمسة آلاف سجين من طالبان، ونحو ألف سجين من القوات الأفغانية، بحلول العاشر من مارس المقبل.

اختبار

وأثنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الاتفاق، بوصفه خطوة لإنهاء أطول حروب الولايات المتحدة وإعادة القوات الأمريكية من أفغانستان. ونقل بيان للبيت الأبيض عن ترامب قوله: «نعمل على إنهاء أطول حروب أمريكا أخيراً وإعادة قواتنا إلى الوطن».

وذكر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الاتفاق اختبار حقيقي للجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم في أفغانستان، وأن تراجع العنف على مدار الأسبوع الماضي، يظهر أنه يمكن للمتطرفين أن يختاروا أن يكونوا سلميين.

وقال بومبيو قبل التوقيع: «نحن في البداية فقط، الخفض الملحوظ في العنف سيوفر شروط السلام، الأفغان بحاجة للعيش في سلام ورخاء فيما يتعلق بحقوق المرأة، يجب أيضاً التأكيد للولايات المتحدة، أنه لن يكون هناك تهديد إرهابي من هذه البلاد، سنقوم بما يتطلبه الأمر لحماية شعبنا».

وحضّ بومبيو، طالبان على الالتزام بوعودها بقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة ومواصلة محاربة تنظيم داعش. وصرّح بومبيو أمام ممثلين عن الحركة قبيل توقيع الاتفاق: «التزموا بوعودكم حيال قطع العلاقات مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى وواصلوا محاربة تنظيم داعش حتى الانتصار عليه».

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أنّ بلاده لن تتردد في إلغاء الاتفاق، حال تراجعت طالبان عن الضمانات الأمنية والالتزام بعقد محادثات مع الحكومة الأفغانية. ورحّب حلف شمال الأطلسي «ناتو» بالتقدم الذي تم إحرازه صوب تحقيق السلام في أفغانستان، مشيراً إلى أنّ الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة، سيؤدي إلى تقليص الوجود العسكري للحلف في أفغانستان.

 

Email